والسّلام إذ لم ... (١) أن يسخر من أحد. ويقال : سخرت فلانا بالتخفيف ، أي تسخّرته (٢). وقوله : (وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ)(٣) أي المستهزئين. وقوله : (فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللهُ مِنْهُمْ)(٤) على المقابلة كما تقدّم ، أو يجازيهم بسخرهم ، وهو كقوله : (اللهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ)(٥).
س خ ط :
قوله تعالى : (أَنْ سَخِطَ اللهُ عَلَيْهِمْ)(٦). السّخط والسّخط : الغضب الشديد المقتضي للعقوبة. فهو من الباري تعالى إنزال عقوبته لمن سخط عليه نعوذ برضى الله من سخطه ، وبمعافاته من عقوبته.
فصل السين والدال
س د د :
قوله تعالى : (وَجَعَلْنا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا)(٧) قرئ بالفتح والضمّ ١٥٥ فيهما. وكذا ما جاء منه ، فقيل : هما بمعنى. وقيل : المضموم ما كان من صنع الله ، والمفتوح ما كان من صنعة الناس ، وهو مردود بما ذكرت من القراءتين ؛ فإنه قرئ بالفتح في «يس» وهو من فعل الله ، وبالضمّ في «الكهف» (٨) وهو من فعل الناس. والسّدّ في الأصل مصدر سددت الشيء أسدّه : إذا جعلت في ما يتوصّل إليه به مانعا كسدّ الباب والثغر
__________________
(١) بياض أكثر من كلمتين في الأصل.
(٢) ولعلها : سخّرته.
(٣) ٥٦ الزمر : ٣٩.
(٤) ٧٩ التوبة : ٩.
(٥) ١٥ البقرة : ٢.
(٦) ٨٠ المائدة : ٥.
(٧) ٩ يس : ٣٦.
(٨) يقصد سورتي (يس والكهف).