فصل السين والراء
س ر ب :
قوله تعالى : (وَسارِبٌ بِالنَّهارِ)(١). السارب : الظاهر في الطريق ، يعني السالك. والسّرب : هو الطريق. يقال : خلّه في سربه أي طريقه. وروي أنه قال عليه الصلاة والسّلام : «من أصبح آمنا في سربه» (٢) بالفتح والكسر ؛ فالفتح [على](٣) أنه آمن في مذهبه وطريقه ، والكسر على أنه آمن في نفسه.
وفلان واسع السّرب أي رخيّ البال. ومعنى الآية أنه تعالى مستو عنده من هو مستخف في ظلمة الليل ، ومن هو ظاهر في ضياء النهار ، لا تفاوت بينهما في علمه تعالى.
سرب الرجل يسرب سروبا وسربا : إذا مضى في طريقه لسفر سهل ، وذلك السفر السّربة ، فإن كان مشقّا فهو السّرباة. وسرب الماء يسرب سروبا وسربا ، نحو مرّ مرورا مرّا. قال ذو الرمّة (٤) : [من البسيط]
ما بال عينك منها الماء ينسكب |
|
كأنّه من كلى مفريّة سرب |
وقوله تعالى : (فَاتَّخَذَ سَبِيلَهُ فِي الْبَحْرِ سَرَباً)(٥) يعني الحوت وكان مملوحا. والمعنى أنه ذهب في سربه وطريقه الذي في الماء بعد ما مات وملّحوه. ومروره معجزة لموسى عليهالسلام وعلامة على طلبته. وفي حديث الاستنجاء : «حجران للصّفحتين وحجر
__________________
(١) ١٠ الرعد : ١٣.
(٢) النهاية : ٢ ٣٥٦.
(٣) إضافة المحقق.
(٤) هو مطلع لأول قصيدة في ديوانه : ١ ٩. وضبطها كما في الديوان بالفتح والكسر.
(٥) ٦١ الكهف : ١٨.