س ط و :
قوله تعالى : (يَسْطُونَ)(١) أي يبطشون. سطا به وعليه بمعنى. والسّطو : البطش باليد ، وأصله من سطا الفحل على رمكة (٢) : إذا قام على رجليه رافعا يديه مرحا أو للنّزو. وسطا الراعي : أخرج الولد من بطن أمّه ميتا. ويستعار السّطو للماء كالطّغويّة ، كقوله تعالى : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ)(٣).
فصل السين والعين
س ع د :
قوله تعالى : (وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا)(٤). السعادة : معاونة الأمور الإلهية للإنسان على فعل الخير. وهي ضدّ الشّقاوة. وأعظم السعادات الجنة ، ولذلك قال : (فَفِي الْجَنَّةِ خالِدِينَ فِيها)(٥). يقال : سعد الرجل وسعدته وأسعدته. وقرئ قوله : (سُعِدُوا) بالوجهين : مبنيا للفاعل أو للمفعول. وعليه قولهم : رجل مسعود ، استغناء به عن مسعد وسعيد وسعد. والمساعدة : المعاونة بما تظنّ به السعادة. وفي التلبية : «لبّيك وسعديك» (٦) أي مساعدة لطاعتك بعد مساعدة (٧). والمعنى : ساعدت طاعتك مساعدة بعد أخرى. وقولهم : سعديك ، أي أسعدك الله إسعادا بعد إسعاد. وفي الحديث : «لا إسعاد في الإسلام» (٨) ، هو ما كانت الجاهلية تفعله من مساعدة بعضها بعضا في النّياحة. وساعد الكفّ لأنه يستعين به صاحبه ، وجيء به على فاعل تصورا منه أنه فعل ذلك وكان قياسه مساعدا ، وجناحا الطائر ساعداه.
__________________
(١) ٧٢ الحج : ٢٢.
(٢) الرمكة : الفرس أو البرذونة تتخذ للنسل.
(٣) ١١ الحاقة : ٦٩.
(٤) ١٠٨ هود : ١١.
(٥) تابع الآية السابقة.
(٦) النهاية : ٢ ٣٦٦.
(٧) ولهذا ثني.
(٨) الحديث في إسعاد النساء في المناحات ، وتمامه : «لا إسعاد ولا عقر في الإسلام» فقد كان نساء الجاهلية يسعد بعضهن بعضا ، فنهين عن ذلك (النهاية : ٢ ٣٦٦).