روي : «إذا أكلتم فدنوا» (١) أي فقرّبوا أكلكم ممّا يليكم. قوله : (وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دانٍ)(٢) أي قريب التناول قد تدلّى لجانيه. قوله : (فِي أَدْنَى الْأَرْضِ)(٣) أي أقربها إلى بلاد العرب. يريد أرض الشام. قوله : (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَ)(٤) أي يقرّبنها للتّغطية والتّستّر بها ليعرفن أنهنّ حرائر. قوله : (إِنَّا زَيَّنَّا السَّماءَ الدُّنْيا)(٥) أي القريبة من أهل الأرض. والدّنيء كالدنيّ وهو الخسيس.
فصل الدال والهاء
د ه ر :
قوله تعالى : (وَما يُهْلِكُنا إِلَّا الدَّهْرُ)(٦) أي إلّا مرور الزمان لا ما يقوله الأنبياء. وكان القوم أجهل من ذلك. والدّهر في الأصل اسم لمدة العالم من مبتداه إلى انقضائه. قال الراغب : (٧) ومنه قوله تعالى : (هَلْ أَتى عَلَى الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ)(٨). وقد يعبّر به عن المدة القليلة والكثيرة. ودهر فلان : مدة حياته. واستعير للمدّة الباقية مدة الحياة فقيل : ما دهري بكذا.
وحكى الخليل : دهرت فلانا نائبة دهرا ، أي نزلت [به](٩). فالدهر هنا مصدر. وفي معناه : دهدره دهدرة ، ودهر داهر ودهير. وقوله عليه الصلاة والسّلام : «لا تسبّوا الدهر فإنّ الدهر هو الله» (١٠) تأوّله على ما قال أبو عبيد أنّ العرب كانت تنسب الحوادث إلى الدّهر
__________________
(١) كذا في المفردات : ١٧٢. وفي النهاية : ٢ ١٣٧ : «سمّوا الله ودنّوا».
(٢) ٥٤ الرحمن : ٥٥.
(٣) ٣ الروم : ٣٠.
(٤) ٥٩ الأحزاب : ٣٣.
(٥) ٦ الصافات : ٣٧.
(٦) ٢٤ الجاثية : ٤٥.
(٧) المفردات : ١٧٣.
(٨) ١ الإنسان : ٧٦.
(٩) إضافة المحقق للضرورة.
(١٠) النهاية : ٢ ١٤٤.