وجهه ، أي تغيّر. وكان الأصل فيه أنّ وجه الرجل إذا ضرب له بالسّهم يتغير إذ لا يدري ما ذا يخرج له من خير أو شرّ. وفي الحديث : «فدخل عليّ ساهم الوجه» (١).
فصل السين والواو
س و ا :
قوله تعالى : (لا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ)(٢). السوء : كلّ ما يغمّ الإنسان من الأمور الأخرويّة والدّنيوية كفقد مال أو حميم. ويكنى به عن البرص لإساءة صاحبه. وبه فسّر قوله تعالى : (تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ)(٣). وقيل : سليمة من كلّ آفة. والسوء أيضا : كلّ ما يقبح. ولهذا قوبل بالحسنى. وقوله : (ثُمَّ كانَ عاقِبَةَ الَّذِينَ أَساؤُا السُّواى)(٤).
والسيّئة : الفعلة القبيحة ، صفة في الأصل جرت مجرى الجوامد كالحسنة. ووزن السيئة فعلية (٥). والأصل سيوئة فأعلّت كميت وسيد. ثم الحسنة والسيئة ضربان ؛ ضرب يقال باعتبار العقل والشرع ، كقوله تعالى : (مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَمَنْ جاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزى إِلَّا مِثْلَها)(٦). وضرب يقال باعتبار الطبع مّما يستخفّه أو يستثقله ، كقوله تعالى : (فَإِذا جاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قالُوا لَنا هذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ)(٧). وقوله : (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا)(٨).
وساءه كذا ، وأسأت إلى فلان (٩) ، أي أدخلت عليه السّوء. ويقال : سأى وهو مقلوب من ساء كناء ونأى. وساء يكون قاصرا إذا كان للذمّ بمعنى بئس ، فيلزم فيه ما يلزم فيه ، كقوله
__________________
(١) النهاية : ٢ ٤٢٩. أي : متغيره.
(٢) ٦١ الزمر : ٣٩.
(٣) ٣٢ القصص : ٢٨.
(٤) ١٠ الروم : ٣٠.
(٥) أصل سيئة سيوئة ، فقلبت الواو ياء وأدغمت. ورسمها ناسخ ح : فعيلة.
(٦) ١٦٠ الأنعام : ٦.
(٧) ١٣١ الأعراف : ٧.
(٨) ٥٠ التوبة : ٩.
(٩) ويقال : أسأت به وعليه وله.