الغضب. قال الشاعر (١) : [من الطويل]
خذي العفو مني تستديمي مودّتي |
|
ولا تنطقي في سورتي حين أغضب |
فالسّورة أيضا : حدّة الشيء ، ومنه : يكسر سورة الجوع. وساوره أي واثبه. قال النابغة (٢) : [من الطويل]
فبتّ كأنّي ساورتني ضئيلة |
|
من الرّقش في أنيابها السّمّ ناقع |
ويقال للمعربد من السكر : سوّار ، لأنه يثب على الناس. وعلى ذلك روي قوله : [من البسيط]
لا بالحصور ولا فيها بسوّار (٣)
أي شديد الغضب والوثبة على جلسائه.
س و ط :
قوله تعالى : (سَوْطَ عَذابٍ)(٤). السّوط في الأصل مصدر ساطه يسوطه أي خلطه ، كقول كعب بن زهير (٥) : [من البسيط]
لكنّها خلّة قد سيط من دمها |
|
فجع وولع وإخلاف وتبديل |
فسمي به هذه الآلة المعروفة التي يعاقب بها ، وهو ما يضفر من الجلود لأنه يخلط اللحم بالدم. فقوله : (سَوْطَ عَذابٍ) على التشبيه بما يعرفون ألمه وإيجاعه ، وإلا فشتّان ما بين السّوطين! وما أبلغ هذه الاستعارة عند أهل الذوق! وقيل : سمي سوطا لاختلاط ١٦٨ طاقاته بعضها ببعض. وقيل : إشارة إلى أنه تعالى خلط لهم أنواع العذاب بعضها ببعض ،
__________________
(١) البيت من شواهد ابن منظور في مادة ـ عفا.
(٢) الديوان : ٤٦.
(٣) أنظر قبل صفحة.
(٤) ١٣ الفجر : ٨٩.
(٥) الديوان : ٨.