فصل الشين والباء
ش ب ه :
قوله تعالى : (مُتَشابِهاً)(١) يعني أنّ ثمر الجنة يشبه بعضه بعضا. فالمنظر واحد والطعم مختلف. وقيل : يشبه ثمر الدنيا في التسمية وبعض الهيئات. وهذا مبنيّ على أن المرزوق ... أو (٢) فيه خلاف ، أتقنّاه في غير هذا.
قوله : (كِتاباً مُتَشابِهاً)(٣) أي يشبه بعضه بعضا في الفصاحة والإعجاز وعدم تناقضه ، وإبداع ألفاظه ، واستخراج حكمه. قوله تعالى : (إِنَّ الْبَقَرَ تَشابَهَ عَلَيْنا)(٤) أي اختلط علينا أمره والتبس فلا ندري ما المقصود منه. وفي الحرف قراءات أتقنّاها في غير هذا (٥). قوله تعالى : (وَأُخَرُ مُتَشابِهاتٌ)(٦) اختلف الناس في المتشابه على أقوال كثيرة منها :
أنّ المحكم هو الناسخ ، والمتشابه هو المنسوخ. وقيل : المتشابه : ما لم يتضمّن حكما بل تضمّن قصصا وأخبارا. وقيل : المتشابه منه : ما أشكل تفسيره لمشابهته غيره ؛ إمّا من جهة اللفظ أو المعنى. وقال الفقهاء : المتشابه : ما لا ينبئ ظاهره عن مراده. وحقيقة ذلك أنّ آيات الكتاب العزيز عند اعتبار بعضها ببعض ثلاثة أقسام :
الأول : متشابه من حيث اللفظ فقط.
__________________
(١) ٢٥ البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٢) بياض في الأصل ، وساقطة من ح.
(٣) ٢٣ الزمر : ٣٩.
(٤) ٧٠ البقرة : ٢.
(٥) قراءة «إن الباقر يشابه» بالباء لمحمد ذي الشامة. و «تشبّه علينا» لمجاهد. و «تشّابه» لابن مسعود. و «تشابه» بالتخفيف للحسن. «متشابه علينا» عن ابن مسعود أيضا في رواية (مختصر الشواذ : ٧).
(٦) ٧ آل عمران : ٣.