الثاني : من حيث المعنى فقط.
الثالث : من جهتهما معا.
ثم المتشابه من حيث اللفظ نوعان : أحدهما يرجع إلى المفردات إمّا من جهة الغرابة من قوله : (وَفاكِهَةً وَأَبًّا)(١) وكقوله : (يَزِفُّونَ)(٢) ، وإمّا من جهة الاشتراك كاليد والعين في قوله تعالى : (بَلْ يَداهُ مَبْسُوطَتانِ)(٣)(تَجْرِي بِأَعْيُنِنا)(٤)(عَلى عَيْنِي)(٥). والثاني يرجع إلى التركيبات ، وهي الجمل. وهذا ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أحدها : لاختصار الكلام كقوله تعالى : (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتامى) إلى قوله : (وَرُباعَ)(٦).
وثانيها : عكسه ، وهو بسط الكلام ، كقوله تعالى : (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)(٧) إذ لو قيل : ليس مثله شيء. لكان أظهر للسامع.
ثالثها : لنظم الكلام ، كقوله تعالى : (أَنْزَلَ عَلى عَبْدِهِ الْكِتابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجاً قَيِّماً)(٨).
والقسم الثاني من حيث المعنى فقط ، وذلك في أوصاف الباري تعالى ، وأوصاف القيامة. فإنّ تلك الصفات لا تتصوّر لنا ؛ إذ كان لا يحصل في نفوسنا صورة ما لم نحسّه إذ لم يكن من جنس ما نحسّه.
القسم الثالث وهو المتشابه من جهتهما معا ينقسم خمسة أقسام : الأول من جهة
__________________
(١) ٣١ عبس : ٨٠.
(٢) ٩٤ الصافات : ٣٧.
(٣) ٦٤ المائدة : ٥.
(٤) ١٤ القمر : ٥٤.
(٥) ٣٩ طه : ٢٠.
(٦) ٣ النساء : ٤.
(٧) ١١ الشورى : ٤٢.
(٨) ١ و ٢ الكهف : ١٨.