التوحيد. قوله : (غَيْرَ مَدِينِينَ)(١) أي مملوكين مدبرين ، وقيل : مجزيّين (٢). قوله : (أَإِنَّا لَمَدِينُونَ)(٣) أي محاسبون أو مجزيّون أو مسوسون. ومنه : ولا أنت ديّاني (٤) قوله : (أَفَغَيْرَ دِينِ اللهِ يَبْغُونَ)(٥) يعني الإسلام بدليل قوله : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً)(٦). قوله : (لا إِكْراهَ فِي الدِّينِ)(٧) أي في الطاعة ؛ فإن ذلك لا يكون في الحقيقة إلا بالإخلاص ، والإخلاص لا يتأتّى فيه الإكراه. وقيل : هذا منسوخ ، وقيل إنّه مختصّ بأهل الكتاب الباذلين للجزية. قوله : (لا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ)(٨) حثّ على اتّباع دين محمد صلىاللهعليهوسلم الذي هو وسط الأديان لقوله : (وَكَذلِكَ جَعَلْناكُمْ أُمَّةً وَسَطاً)(٩) والمدينة : الأمة ، والمدين : العبد. قال أبو زيد : هو من دين فلان يدان إذا حمل على مكروه ، وقيل : هو من دنته أي جازيته بطاعته. قال (١٠) : [من الطويل]
ربت وربا في حجرها ابن مدينة |
|
يظلّ على مسحاته يتركّل |
وجعل بعضهم المدينة من هذا الباب. والدّين : ما التزمه الإنسان بسلف ونحوه. يقال : دنت الرجل : أخذت منه دينا ، وآدنته (: جعلته دائنا ، وذلك بأن تعطيه دينا. قال أبو عبيدة : دنته : أي أقرضته. ورجل مدين ومديون. ودنته أيضا :) (١١) استقرضت منه. قال الشاعر (١٢) : [من الطويل]
ندين ويقضي الله عنا ، وقد نرى |
|
مصارع قوم لا يدينون ضيّعا |
__________________
(١) ٨٦ الواقعة : ٥٦.
(٢) كذا في س ، وفي ح : مخزونين.
(٣) ٥٣ الصافات : ٣٧.
(٤) من بيت ذي الإصبع السابق الذكر. والديان : الله القهار.
(٥) ٨٣ آل عمران : ٣.
(٦) ٨٥ آل عمران : ٣.
(٧) ٢٥٦ البقرة : ٢.
(٨) ١٧١ النساء : ٤ لا تغلوا : أي لا تجاوزوا الحدّ ولا تفرطوا.
(٩) ١٤٣ البقرة : ٢.
(١٠) البيت للأخطل (الديوان : ٥). المسحاة : التي يسحى بها الأرض.
(١١) ما بين قوسين ساقط من ح.
(١٢) الكلمة ساقطة من ح. والبيت أنشده الأحمر للعجير السّلوليّ (كما في اللسان ـ مادة دين).