وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
قال القتيبيّ : الشّكاة : الذمّ والعيب. وقال طرفة بن العبد (١) : [من الطويل]
بلا حدث أحدثته وكمحدث |
|
هجائي وقذفي بالشّكاة ومطردي |
وأنشد الأصمعيّ (٢) :
لم يقذ عينه حثاث المحثث |
|
يشكو بعيّ ، وهو البليغ الحدث |
أي يعاب.
قيل : وأصل الشّكو من فتح الشّكوة ؛ وهو سقاء صغير يجعل فيه الماء. فالمعنى : أظهر ما في شكوته. وهذا كقولهم : بثثت له ما في وطابي (٣) ، ونفضت له ما في جرابي ، أي لم أكتمه من أمري شيئا. قوله تعالى : (كَمِشْكاةٍ)(٤) أدخلها الراغب (٥) في هذه المادة بناء منه على زيادة ميمها. والظاهر أنه اسم أعجميّ ، عرّبته العرب ؛ يقال إنها بالهندية : الكوة غير النافذة. وإذا وضع فيها المصباح كان أضوأ لاجتماع ضوئه فيها ، لكونها غير نافذة. ولم يكتف بذلك حتى جعله في زجاجة موصوفة بما ذكر. وهو مثل قلب المؤمن.
فصل الشين والميم
ش م ت :
قوله تعالى : (فَلا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْداءَ)(٦). الشّماتة : إظهار الفرح ببلية تصيب من يعاديك وتعاديه. قال الشاعر : [من الكامل]
__________________
(١) البيت من ديوانه : ٤٨. المطرد : الإطراد ، وأطردته : صيّرته طريدا.
(٢) العجز مكسور.
(٣) الوطاب : سقاء اللبن.
(٤) ٣٥ النور : ٢٤.
(٥) المفردات : ٢٦٩.
(٦) ١٥٠ الأعراف : ٧.