صحيحة اللهمّ إلا أن يقال : الهمزة تجري مجرى حروف العلة كثيرا. وقال الرياشيّ : سألت الأصمعيّ عنها فقال : البغيضة (١).
فصل الشين والهاء
ش ه ب :
قوله تعالى : (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ)(٢). الشهاب : هو الشّعلة المستوقدة الساطعة من النار أو العارض من الجوّ. ووصفه تارة بكونه ثاقبا ، أي للأرض ولمن يلحقه ، وتارة بكونه مبينا في قوله : (فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ مُبِينٌ)(٣) بمعنى أنه أمر ظاهر لا يختصّ به واحد دون آخر ، وتارة يكون قبسا في قوله : (أَوْ آتِيكُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ)(٤) فمن نوّن «شهاب» فلأنّه قبس ، أي أخذ من النار. ومن أضافه فلأنّ الشهاب أعمّ من القبس (٥). وقيل : هو من إضافة الشيء إلى نفسه نحو : مسجد الجامع ، وهو رأي كوفيّ. وأصحابنا يتناولونه بما هو مذكور في مواضعه المشار إليها.
والشّهبة : بياض مختلط بسواد ، تشبيها بالشهاب لاختلاط ضوئه بالدّخان وكتيبة شهباء : اعتبارا بسواد القوم وبياض الحديد.
ش ه د :
قوله تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ)(٦). الشهادة والشّهود : حضور مع مشاهدة. وذلك إما بالبصر ، وإما بالبصيرة. والأول تتعلّق به الأحكام الظاهرة ، وأمّا الثاني فالشرع بالنسبة إلى الأحكام الظاهرة لم يعتبره. وقد يقال للحضور مفردا ، إلا أنّ الشهود بالحضور
__________________
(١) اعتراضه مقتبس من ابن الأثير. فانظره.
(٢) ١٠ الصافات : ٣٧.
(٣) ١٨ الحجر : ١٥.
(٤) ٧ النمل : ٢٧.
(٥) نون عاصم (وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب) والأعمش في الشهاب والقبس ، وأضافه أهل المدينة «بشهاب قبس» (معاني المفردات للفراء : ٢ ٢٨٦).
(٦) ٧٣ الأنعام : ٦ ، وغيرها.