ذ ب ح :
قوله تعالى : (وَفَدَيْناهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ)(١) الذّبح : فعل بمعنى مفعول نحو الرّعي والطّحن بمعنى المرعّيّ والمطحون. والمراد به كبش أرسله الله تعالى فداء. قيل : هو الكبش الذي قرّبه هابيل ، فرفع ورتع في الجنة إلى أن أخرج إلى إبراهيم. وأصل الذّبح شقّ حلق الحيوانات. وذبحت فارة المسك : شققتها ، تشبيها بذلك. وتسمى الأخاديد من السّيل مذابح وقوله : (يُذَبِّحُونَ أَبْناءَكُمْ)(٢) التضعيف فيه للتكثير.
فصل الذال والخاء
ذ خ ر :
قوله تعالى : (وَما تَدَّخِرُونَ)(٣) أي تخبئون يقال : ذخرت الشيء أي خبّاته. وأصله تذتخرون (٤) فأدغم بعد إبدال تاء الافتعال ذالا ، ثم إبدال الذال دالا مهملة ، نحو : ادّكر ، أصله اذتكر. يقال : دخرته وادّخرته : أعددته للعقبى. وفي صفته عليه الصلاة والسّلام : «كان لا يدّخر شيئا لغد». والمذاخر : الجوف والعروق المدّخرة للطعام. قال الشاعر (٥) : [من الطويل]
فلما سقيناها العكيس تملّأت |
|
مذاخرها وامتدّ رشحا وريدها |
والإذخر : نبت طيب الرّيح.
__________________
(١) ١٠٧ الصافات : ٣٧.
(٢) ٤٩ البقرة : ٢.
(٣) ٤٩ آل عمران : ٣.
(٤) وفي الأصل : تدخرون ، والتصويب من اللسان ، مادة ذخر ، وهذا قول الزجاج ويقول : ومن العرب من يقول : تذّخرون. والإبدال سببه أن الذال حرف مجهور لا يمكن النفس أن يجري معه لشدة اعتماده في مكانه والتاء مهموسة ، فأبدل من مخرج التاء حرف مجهور يشبه الذال في جهرها وهو الدال فصار تدّخرون. وأصل الإدغام أن تدغم الأول في الثاني. وانظر تفصيلا آخر في النهاية : ٢ ١٥٥.
(٥) البيت من شواهد الراغب (المفردات : ١٧٧) من غير عزو. ونسبه ابن منظور (مادة ـ ذخر) إلى الراعي ، وفيه خلاف.