فصل الذال والراء
ذ ر ا :
قوله تعالى : (يَذْرَؤُكُمْ)(١) أي يكثركم بالتّزويج ؛ يقال : ذرأ الله الخلق. والذّرء : إظهار الله ما أبرأه. يقال : ذرأ الله خلقه أي أظهر أشخاصهم ، قال تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ)(٢). والذّرأة : بياض الشيب واللحم. ومنه : ملح ذرآنيّ ، ورجل أذرأ ، وامرأة ذرأى ، وقد ذرئ شعره.
ذ ر ر :
قوله تعالى : (مِثْقالَ ذَرَّةٍ)(٣) الذّرّة : واحده ذرّ ، وفيها قولان ؛ أحدهما أنها النّملة الصغيرة ؛ قال امرؤ القيس (٤) : [من الطويل]
من القاصرات الطّرف لو دبّ محول |
|
من الذّرّ فوق الإتب منها لأثّرا |
والثاني أنها واحدة الهباء ؛ وهو مارئي في شعاع الشمس من كوّة ونحوها ، وإنما خوطب العباد بذلك لأنّها أقلّ ما يتعارفونه من الأشياء القليلة ، وإلا فالله تعالى لا يظلم مثقاله ، ولا أقلّ من ذلك. قوله : (ذُرِّيَّتَهُمْ)(٥) الذّريّة : أصل إطلاقها على الصغار ، وقد يطلق على الآباء. فقوله : (حَمَلْنا ذُرِّيَّتَهُمْ فِي الْفُلْكِ الْمَشْحُونِ)(٦) قيل : الآباء ، وقيل : الأبناء ، وذلك إذا أريد بالفلك جنس السّفن لا سفينة نوح ، ويقع على الواحد والجمع ؛ قال تعالى : (هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً)(٧) فوهب له يحيى. وفيها أقوال ؛ أحدها أنّها
__________________
(١) ١١ الشورى : ٤٢.
(٢) ١٧٩ الأعراف : ٧.
(٣) ٧ الزلزلة : ٩٩ ، وغيرها.
(٤) الديوان : ٦٨ ، ومن شواهد اللسان ـ مادة قصر.
(٥) ١٧٢ الأعراف : ٧.
(٦) ٤١ يس : ٣٦.
(٧) ٣٨ آل عمران : ٣.