فصل الصاد والكاف
ص ك ك :
قوله تعالى : (فَصَكَّتْ وَجْهَها)(١) أي لطمته. ويقال : إنه ضرب الوجه بأطراف الأصابع تفعله النساء. وفي الحديث : «كان يستظلّ بجفنة عبد الله بن جدعان صكّة عميّ» (٢). هذا اللفظ صار علما على الهاجرة وشدة القيظ في وسط النهار. ومنه : لقيته صكّة عميّ. وعميّ تصغير أعمى ترخيما. والأصل في ذلك ـ والله أعلم ـ أن الإنسان في هذا الوقت يظلل على عينيه لينظر في الفلاة فيضع يده على جبهته ، فكأنه صكّ وجهه وجعل قريبا من الأعمى ، ولذلك صغّروه ولم يصغّروه كاملا بل محذوفا منه منبهة على ذلك.
فصل الصاد واللام
ص ل ب :
قوله تعالى : (يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرائِبِ)(٣) يعني أنّ الماء الذي يخلق منه الإنسان هذا مقرّه صلب الرجل ، وترائب المرأة وهي عظام صدرها ، تنبيه على ذلك حتى لا يتكبّر ، فعكس أكثر الناس ذلك. ولو لا الأنبياء ومن وفّقه الله لقلب كلّ الناس. وأصل الصّلب هو الشيء الشديد. والصّلابة : الشدّة. ومنه صلب الرجل وهو ظهره ، ولقوته قالوا : ظاهره إذا عاونه كأنّه ساعده بأقوى ما فيه وأشدّه. قوله : (الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ)(٤) قيل : إنّما قال ذلك تنبيها أن الولد جزء من والده. والصّلب والصّلب والصالب بمعنى واحد ؛ لغات ثلاث. قال العباس رضي الله عنه يمدح رسول الله صلىاللهعليهوسلم (٥) : [من المنسرح]
__________________
(١) ٢٩ الذاريات : ٥١.
(٢) النهاية : ٣ ٤٣ ، وفيه : ... بظل جفنة.
(٣) ٧ الطارق : ٨٦. الترائب : عظام الصدر أو الأطراف من كل منهما ، أو يخرج من كل البدن منهما والصلب والترائب كناية عنه.
(٤) ٢٣ النساء : ٤.
(٥) النهاية : ٣ ٤٤. وكذا في اللسان والقاموس ـ مادة صلب. وفيهما بفتح اللام في «صالب».