فصل الضاد والراء
ض ر ب :
قوله تعالى : (أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ)(١). الضرب : إيقاع جسم على جسم قصدا للتأليم والإيلام. وقال بعضهم : الضرب : إيقاع شيء على شيء ؛ وهو أعمّ من الأول قال (٢) : ولتصوّر اختلاف الضرب خولف بين تفاسيرها كضرب الشيء باليد وبالعصا والسيف ونحوها. وضرب الأرض بالمطر وضرب الدرهم اعتبارا بضربه بالمطرقة. قوله : (لا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْباً فِي الْأَرْضِ)(٣) أي سفرا وذهابا ، وذلك لأنّ المسافر كالضارب الأرض برجله. وضرب في الأرض أيضا : أسرع ، وأنشد (٤) : [من الطويل]
ولكن يجاب المستغيث ، وخيلهم |
|
عليها كماة بالمنيّة تضرب |
أي تسرع. ومنه قول عليّ رضي الله عنه : «فإذا كان كذا ضرب يعسوب الدين بذنبه» (٥) أي أسرع الذهاب ، قاله الأزهريّ. وما أحسن هذه الاستعارة وأفصحها فلله درّه ، كم له من مثلها كرّم الله وجهه. قوله : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ)(٦) أي أحاطت عليهم إحاطة القبّة المضروبة على شيء فيها. وأصل ذلك من ضرب الخيمة لأنّ فيها ضرب أوتادها بالقدّوم. قوله : (فَضَرَبْنا عَلَى آذانِهِمْ)(٧) أي أغبناهم. وأصله أن الرجل إذا ضرب على أذنه حصل له غيبة. قوله : (أَفَنَضْرِبُ عَنْكُمُ الذِّكْرَ)(٨) أي نمهلكم ونعرض عنكم وننحّي عنكم ما يجب تعريفه إياكم.
__________________
(١) ١٦٠ الأعراف : ٦.
(٢) والكلام للراغب : ٢٩٤.
(٣) ٢٧٣ البقرة : ٢.
(٤) يذكر ابن منظور البيت لأحدهم ، كما في المادة ـ ضرب
(٥) النهاية : ٣ ٧٩.
(٦) ٦١ البقرة : ٢.
(٧) ١١ الكهف : ١٨.
(٨) ٥ الزخرف : ٤٣.