تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً)(١) أي ذوي أودعاء. قوله : (إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ)(٢) قيل : هو نبت أحمر منتن الريح يرمي (٣) به البحر. وقيل : هو الشّبرق : نبت بالحجاز ذو (٤) شوك. وهو شبرق ما دام رطبا ، فإذا يبس فهو ضريع. وهذا تمثيل لهم بما يكرهونه مطعما لدوابّهم ، وإلا فيا ليتهم يكتفى لهم بأكل ما هو أفظع وأشنع من ذلك.
والمضارعة : المشابهة ؛ مأخوذة من ضرع الشاة لأنّ كلا من الضرعين يشبه الآخر. ومن ثم قال النحويّ : الفعل المضارع لأنه شابه الاسم في أشياء حرّرناها في غير هذا الوضع. والضّريع أيضا : الشاة العظيمة الضرع. وقد أضرعت : نزل اللبن في ضرعها لقرب نتاجها نحو ألبن : كثر لبنه. وضرع الحمل : تناول ضرع أمّه.
فصل الضاد والعين
ض ع ف :
قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ)(٥). الضّعف يقابل القوة. وغالب ورودهما في الأجسام الحيوانية. وقرئ بضمّ الفاء وفتحها فقيل : لغتان ؛ فقال الخليل بالضمّ في البدن وبالفتح في العقل والرأي ؛ فقوله تعالى : (خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً)(٦) فهذه ثلاثة أضعاف كلّ منها غير الآخر ، وذلك أنّ الضعف [الأول] إشارة إلى كونه من نطفة أو تراب. والثاني إلى كونه جنينا. والثالث إلى ضعف الشيخوخة والهرم ؛ وهو المشار إليه بقوله : (أَرْذَلِ الْعُمُرِ)(٧)(أَسْفَلَ
__________________
(١) ٥٥ الأعراف : ٧.
(٢) ٦ الغاشية : ٨٨.
(٣) في الأصل : يرمي في ، فأسقطناها.
(٤) في الأصل : له ذو ، فأسقطناها.
(٥ و ٦) ٥٤ الروم : ٣٠.
(٧) ٧٠ النحل : ١٦.