فصل الضاد والغين
ض غ ث :
قوله تعالى : (وَخُذْ بِيَدِكَ ضِغْثاً)(١). الضّغث : قبضة من حشيش أو ريحان أو قضبان. وفي التفسير : أنّ أيوب عليهالسلام حلف ليضربنّ امرأته مئة سوط فأفتاه الله تعالى بأن يأخذ حزمة مئة فيضربها فيبّر ، على ما أوضحناه في موضعه. وبذلك شبّهت الأحلام المختلطة فقيل : (أَضْغاثُ أَحْلامٍ)(٢) أي أخلاط مجتمعة لا يدرى ما تأويلها. وقولهم : (أَضْغاثُ أَحْلامٍ) حكم منهم بذلك. ثم إنهم رجعوا وقالوا : يحتمل أن لا يكون أضغاثا ، فاعترفوا بعدم العلم بتأويلها حتى نفّذ الله قدره. وقال مجاهد : أهاويل الأحلام. وقال ابن اليزيديّ : الضّغث : ملء اليد من الحشيش ، أي قبضة من أسل فيها مئة قضيب. والفعل الضّغث ـ بالفتح ـ يعني المصدر. ويقال : ضغث الحشيش ضغثا ، أي حزمه حزما. فكان الضغث بمعنى المضغوث كالريح. ومن كلام أبي هريرة : «لأن يمشي معي ضغثان من نار أحبّ إليّ [من] أن يسعى غلامي خلفي» (٣) أي حزمتان من حطب نار. ومن كلام الكلابيّ : «الناس يضغثون أشياء على غير وجهها. قيل : وما يضغثون؟ قال : يقولون الشيء حذاء الشيء ، وليس به» (٤).
ض غ ن :
قوله تعالى : (وَيُخْرِجْ أَضْغانَكُمْ)(٥) أي أحقادكم ، من : أضغن عليه فعله ، أي حقد عليه. وقيّده بعضهم فقال : هو الحقد الشديد ؛ فهو أخصّ. ويقال فيه : ضغن وضغن. ومنه قولهم : دابة ذات ضغن : إذا عسر قودها. وفرس ضاغن : لم يعط ما عنده من العدو. وناقة
__________________
(١) ٤٤ ص : ٣٨.
(٢) ٢٤ يوسف : ١٢.
(٣) النهاية : ٣ ٩٠ ، وفي الأصل : «يمشي غلامي» ، والإضافة منه.
(٤) الكلام في اللسان ـ ضغث.
(٥) ٣٧ محمد : ٤٧.