بمعنى أنه خلق الإضلال في قلبه كما خلق الهداية في قلب قوم آخرين : (لا يُسْئَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْئَلُونَ)(١). قوله : (رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ)(٢) قيل : اللام للعاقبة كقوله : (فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوًّا وَحَزَناً)(٣) ، وقول الشاعر : [من المتقارب]
وللموت ما تلد الوالدات
وقول الآخر (٤) : [من الوافر]
لدوا للموت وابنوا للخراب
وضلّ ضلاله أي ما دام ، نحو : شعر شاعر. وأنشد لجرير (٥) : [من الوافر]
فقال الناس : ضلّ ضلال تيم |
|
ألم يك فيهم رجل رشيد؟ |
فصل الضاد والميم
ض م ر :
قوله تعالى : (وَعَلى كُلِّ ضامِرٍ)(٦) ؛ الفرس الخفيفة وكذا البعير ، وذلك يكون من الأعمال لا من الهزال والضّعف. يقال : ضمر ضمورا فهو ضامر ، واضطمر يضطمر اضطمارا فهو مضطمر ، وضمّرته أنا. والمضمار : موضع يعدّ لسباق الخيل ، وأصله الموضع الذي يضمر فيه. والمضمار أيضا : وقت تضميرها ؛ وتضميرها : أن تشدّ عليها سروجها
__________________
(١) ٢٣ الأنبياء : ٢١.
(٢) ٨٨ يونس : ١٠.
(٣) ٨ القصص : ٢٨.
(٤) صدر لقائل استشهد به ابن هشام في اللام الدالة على التعجب (أوضح المسالك : ٢ ١٣٤). وعجزه :
فكلكم يصير إلى الذّهاب
(٥) الديوان : ١٦٤.
(٦) ٢٧ الحج : ٢٢.