فصل الضاد والواو
ض و ا :
قوله تعالى : (كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ)(١). الضوء : ما انتشر من الأجسام النيّرة ، يقال : ضاءت النار وأضاءت غيرها. وقيل : ضاء وأضاء لغتان بمعنى واحد ، وأنشد : [من الطويل]
أضاءت لهم أحسابهم ووجوههم |
|
دجى الليل حتّى نظّم الجزع ثاقبه |
فقيل : متعدّ نصب دجى. وقيل : نصبه على الظرف. وسمّى الله كتبه المنزلة ضياء من حيث إنّها تنير وتبصر من اهتدى بها. ويقال : ضوء وضوء ـ بالفتح والضم ـ. وضاء يضوء ، وأضاء يضيء. قال تعالى : (يَكادُ زَيْتُها يُضِيءُ)(٢) ؛ قال ابن عرفة : هذا مثل ضربه الله لرسوله عليه الصلاة والسّلام ؛ يقول : يكاد منظره وإن لم يتل قرآنا. وأنشد في المعنى عبد الله بن رواحة (٣) : [من البسيط]
لو لم يكن فيه آيات مبينة |
|
كانت بديهته تنبيك بالخبر |
وفي الحديث : «لا تستضيئوا بنار أهل الشّرك» (٤) أي لا تستشيروهم. وقوله تعالى : (ذَهَبَ اللهُ بِنُورِهِمْ)(٥) ولم يقل بضيائهم وإن كان أخصّ ، إذ لا يلزم من نفي الأخصّ نفي الأعمّ. فكان نفي الأعمّ أبلغ. وقد حققت هذا في «الدرّ» و «البحر الزاخر». وقرئ «بضئائهم» بهمزتين ، وهو مقلوب من ضياء بصناعة تصريفية حقّقناها في غير هذا الموضوع.
__________________
(١) ٢٠ البقرة : ٢.
(٢) ٣٥ النور : ٢٤.
(٣) البيان والتبيين : ١ ١٥. وأبيات أخر من القصيدة في مدح النبي صلىاللهعليهوسلم مذكورة في المؤتلف والمختلف وسيرة ابن هشام.
(٤) وفي النهاية (٣ ١٠٥): «لا تستضيئوا بنار المشركين».
(٥) ١٧ البقرة : ٢.