طحابك قلب في الحسان طروب |
|
بعيد الشّباب عصر حان مشيب |
فصل الطاء الراء
ط ر ح :
قوله تعالى : (أَوِ اطْرَحُوهُ أَرْضاً)(١). الطرح : الإلقاء والإبعاد. والطّروح : المكان البعيد ، يقال : رأيته من طرح ، أي من بعد. ويكون الإطراح غالبا إلقاء الشيء غير معتدّ به. والطّرح : المطروح أيضا نحو عدل وصوم. و «أرضا» نصب على الظرف في أيّ أرض كانت.
ط ر د :
قوله تعالى : (وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ)(٢). الطّرد : الإبعاد أيضا ، وقيل : هو الإبعاد مع الإزعاج على سبيل الاستخفاف. يقال : طردته وطرّدته وأطردته فهو مطرود ومطرد ومطرّد. والصّيد المطرد يقال فيه : طرد وطريدة. ومطاردة الأقران : مدافعة بعضهم بعضا. والمطرد : ما يطرد به كالمنجل. واطّراد الشيء متابعة بعضه بعضا كأنّ كلّ بعض يطرد الآخر فيتبعه. ومنه قول العلماء : هذا مطّرد ، أي منقاس ولا يتوقّف به على مكان ولا مسألة بعينها. وفي كلام أهل الكلام : الحدّ شرط الاطّراد والانعكاس والطرد والعكس ؛ فالطّرد هو عبارة عن كونه مانعا لغير المحدود أن يدخل فيه كأنه طرد غير المحدود. والعكس عبارة عن كونه جامعا لأفراد المحدود. فقولك مثلا في حدّ الإنسان : الإنسان حيوان ماش : غير مطرد حيوان كاتب بالفعل غير منعكس. وفي حديث قتادة : «يتوضّأ الرجل بالماء الطرد» (٣) هو الذي تخوضه الدوابّ لأنها تطّرد فيه أي تتابع (٤). وقيل : لأنها يدفع بعضها
__________________
(١) ٩ يوسف : ١٢.
(٢) ٥٢ الأنعام : ٦.
(٣) النهاية : ٣ ١١٨.
(٤) وفي س : تابع.