الحدّ في المدح والكذب فيه ، وهو من ذلك لأنّ فيه تجديد المدح وذكره. وفي الحديث : «لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى» (١) يعني لا تجعلوني إلها ولا ابنا لله كما فعل أولئك الضّلال. ومن هذا يؤخذ : إنما نمدحه بكلّ شيء خلا مسامعنا صلىاللهعليهوسلم. وسمعت بعض الصلحاء يقول : ارفع عنه مقام الإلهية وقل ما شئت فيه من المدح. وما أحسن قول صاحب البردة الشهير بالبوصيريّ رحمهالله (٢) : [من البسيط]
دع ما ادّعته النّصارى في نبيّهم |
|
واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم |
فمبلغ العلم فيه أنّه بشر |
|
وأنّه خير خلق الله كلّهم |
وقيل : سمي المدح إطراء لأنه يطرّ أوجه الممدوح. وقيل : الطريء من طرأ كذا : إذا طلع وهجم ؛ فأصله الهمز فخفّف ، لأنّ الطارئ شيء جديد. وقد أدخل الراغب لفظ (ط ر ي) في مادة الياء ، والهرويّ ذكر لفظة الإطراء فيها. الصواب ذكرهما فيما ترجمته.
فصل الطاء والعين
ط ع م :
قوله تعالى : (وَلا يَحُضُّ عَلى طَعامِ الْمِسْكِينِ)(٣) أي إطعامه. والطعام : ما يتناول [من](٤) الغذاء. واختصّ في عرف الشّرع بالبرّ فيما روى أبو سعيد رضي الله عنه «أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم أمر بصدقة الفطر صاعا من طعام أو صاعا من شعير» (٥). والطعم : [ما](٦) يتناول [من] الغذاء ، أو يتغذى به أيضا. قوله : (وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ)(٧) أي لم يذقه. والذّوق يكون
__________________
(١) النهاية : ٣ ١٢٣.
(٢) ديوان البوصيري : ١٩٣.
(٣) ٣٤ الحاقة : ٦٩.
(٤) إضافة يقتضيها السياق.
(٥) النهاية : ٣ ١٢٦ ، وفيه : «زكاة الفطر». والمثبت في الأصل كما في اللسان.
(٦) الإضافتان يقتضيهما السياق.
(٧) ٢٤٩ البقرة : ٢.