فصل الطاء والغين
ط غ و :
قوله تعالى : (وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيانِهِمْ)(١) أي في ضلالهم. وأصل الطّغيان مجاوزة الحدّ في كلّ شيء ، وغلب في تزايد العصيان. قال تعالى : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ)(٢) أي تزايد على حدّه. (فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ)(٣) أي بطغيانهم ، فهي مصدر كالعاقبة. وقال الراغب : (٤)(فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ) إشارة إلى الطوفان المعبّر عنه بقوله : (إِنَّا لَمَّا طَغَى الْماءُ) ، وفيه نظر من حيث إنّ المهلك بالطاغية غير المهلك بالطوفان ، وهو واضح إلا أن يريد في مجرّد الاستعارة. قوله تعالى : (وَقَوْمَ نُوحٍ مِنْ قَبْلُ إِنَّهُمْ كانُوا هُمْ أَظْلَمَ وَأَطْغى)(٥) تنبيه أنّهم كانوا أشدّ طغيانا ، ومع ذلك لم ينجهم من طغيانهم. قوله : (إِنَّ الْإِنْسانَ لَيَطْغى)(٦) أي يتزايد في طغيانه إذا كثر ماله.
قوله : (رَبَّنا ما أَطْغَيْتُهُ)(٧) أي ما حصّلته له. قوله : (كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْواها)(٨) أي بطغيانها ؛ فهو مصدر كالدّعوى والبلوى (٩). وفيه تنبيه أنهم لم يصدقوا إذ خوّفهم بعقوبة طغيانهم. قوله : (ما زاغَ الْبَصَرُ وَما طَغى)(١٠) أي لم يتجاوز حدّه وقصده. قوله : (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ)(١١) قيل : الطاغوت : الصنم. وقيل : كلّ ما عبد من دون الله ، وليس هذا تفسيرا لموضوع اللفظ بل أطلق عليه مبالغة. وأصل الطاغوت مصدر بني على فعلوت
__________________
(١) ١٥ البقرة : ٢.
(٢) ١١ الحاقة : ٦٩.
(٣) ٥ الحاقة : ٦٩.
(٤) المفردات : ١٠٤.
(٥) ٥٢ النجم : ٥٣.
(٦) ٦ العلق : ٩٦.
(٧) ٢٧ ق : ٥٠.
(٨) ١١ الشمس : ٩١.
(٩) يريد : الطغوى.
(١٠) ١٧ النجم : ٥٣.
(١١) ٢٥٦ البقرة : ٢.