حين يولد إلى حين يحتلم ؛ قال تعالى : (وَإِذا بَلَغَ الْأَطْفالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ)(١) قيل لهم ذلك باعتبار ما كانوا كقوله تعالى : (وَآتُوا الْيَتامى)(٢) وقد تقدّم في مادة (ص ب ي) الكلام على ذلك مستوفى. ويقال طفل للرجل والمرأة ، وقد يؤنّث كقول الشاعر (٣) : [من الكامل]
ولقد لهوت بطفلة ميّالة |
|
بلهاء تطلعني على أسرارها |
وقيل : الرواية بطفلة بفتح الطاء ـ يقال : امرأة طفلة ، أي ناعمة (٤) ، وأصل ذلك من الطّفل ؛ فإنه يقال للصبيّ طفلا ما دام ناعما. فباعتبار النّعومة (٥) يقال لها طفلة. وقد طفلت طفولة وطفالة. والطّفل : اصفرار الشمس ، وأنشد (٦) : [من الوافر]
وعلى الأرض غيايات الطّفل
وطفلت الشمس : همّت بالرّؤود (٧). ومنه : الطّفيليّ ؛ يقال طفّل : إذا أتى طعاما غير مدعوّ إليه ، من طفل النهار ، وهو إثباته في ذلك الوقت. وقيل : الطفيليّ نسبة إلى رجل يقال له طفيل العرائس ، وكان معروفا بحضور الدّعوات. وفي حديث الاستسقاء : «وقد شغلت أمّ الصبيّ عن الطّفل» (٨) هو كقولهم : «في أمر لا ينادى وليده» (٩) أي لشدّة الأمر اشتغلت أمّ الطفل عنه ، وأين هذا من قوله تعالى : (تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ)(١٠).
__________________
(١) ٥٩ النور : ٢٤.
(٢) ٢ النساء : ٤.
(٣) أنشده ابن شميل كما في اللسان ـ مادة بله.
(٤) وفي الأصل : ناعم.
(٥) وفي الأصل : النعمة.
(٦) عجز للبيد (الديوان : ١٨٩) ، وصدره :
فتدلّيت عليه قافلا
والغياية : ظل الشمس أو كل شيء أظلّ الإنسان.
(٧) وفي اللسان : بالوجوب. وفي المفردات : وبالدّور.
(٨) النهاية : ٣ ١٣٠.
(٩) تمام الكلام : وقع في أمر لا ينادى وليده.
(١٠) ٢ الحج : ٢٢.