شجر حسن اللون لخضرته ، له رفيف ونور طيب. فخوطبوا ووعدوا بما يحبّون ، وذلك لكثرة ظلّه ، وهم يحبون الظلّ ، ولذلك وعدوا به في مواضع. والواحد طلحة.
وإبل طلاحيّ : منسوب إلى الطّلح لأكله منه. وإبل طلحة : مشتكية من أكله. ٢١٧ والطّلح والطّليح : المهزول المجهود (١). ومنه : ناقة طليح أسفار. والطّلاح منه ، وهو مقابل الصّلاح.
ط ل ع :
قوله تعالى : (وَنَخْلٍ طَلْعُها هَضِيمٌ)(٢) الطّلع : ما ينشقّ عنه الجفّ (٣) أول ما يبدو ، ثم هو بلح. والهضيم : الخفيف ، وهو أحسن له. وسيأتي إن شاء الله تعالى ؛ سمي بذلك لطلوعه من الكفرّى (٤). قوله : (طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ)(٥) يجوز أن يكون ذلك حقيقة ، وأنّ الله خلق شجرة لها طلع بشيع المنظر ، فقيل ذلك لأنهم أنفر شيء من الجنّ ، كما أنهم آنس شيء بالملك خوطبوا بذلك حقيقة. وقد كثر في الحديث والأخبار رؤية الجنّ ، فيجوز أن يكونوا رأوها على تلك الهيئة المخيفة. وبلغني في ذلك وقوع مثله ولو لواحد لا لكلّ فرد من الناس. ومن طالع أخبار العرب عرف من ذلك شيئا كثيرا. وقيل ذلك على سبيل الاستعارة التخييلية ، والأول هو الحقّ.
قوله تعالى : (حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ)(٦) أي إلى طلوع الفجر ، فهو مصدر ؛ قرئ بفتح اللام (٧) وهو القياس وله أخوات وردت بالكسر والفتح ، والفتح القياس كالمشرق (٨) والمغرب
__________________
(١) ساقطة من ح.
(٢) ١٤٨ الشعراء :
(٣) الجفّ : غشاء الطلع إذا جفّ.
(٤) الكفر : وعاء طلع النخل. وتلفظ : الكفر ، الكفرّى ، الكفرّى ، الكفرّى ، الكفرّى (اللسان ـ كفر).
(٥) ٦٥ الصافات : ٣٧.
(٦) ٥ القدر : ٩٧.
(٧) «مطلع» كسر اللام يحيى بن وثاب وأبو رجاء والأعمش ... وقرأه العوام بفتح اللام. وقول العوام أقوى في قياس العربية لأن المطلع ـ بالفتح ـ هو الطلوع (معاني القرآن للفراء : ٣ ٢٨٠).
(٨) وفي الأصل : كالمسبوق.