شيء ، أي تغلب على كلّ شيء. وقيل : هي الصّيحة الكبرى ، أي التي يبعث بها الناس وهي النفخة الثانية. وأصله من الطّمّ وهو الغلبة على الشيء. ومنه قيل للبحر : طمّ وطمّ. ومنه : الطّمّ والرّمّ (١). وطمّ البحر : زخر. وفي الحديث ، في صفة قريش : «ليس فيهم طمطمانيّة حمير» (٢).
يقال : طمطم في كلامه ، أي لم يفهمه لغرابته أو لكنته. ويقال للعجم طماطم. ورجل أعجميّ طمطميّ ، وإنما قال ذلك في حمير لأنهم يأتون في لغتهم بألفاظ منكورة غير معروفة ، فشبّهها بلغة العجم. وفي الحديث أيضا في حقّ أبي طالب : «هو في ضحضاح ولولاي لكان في الطّمطام» (٣) أي وسط النار ، كذا فسّر. وفيه أيضا : «ما من طامّة إلا وفوقها طامّة» (٤) أي ما من داهية إلا وفوقها أكبر منها. وقد طمّ الماء ركيّة بني فلان ، أي علاها.
فصل الطاء والهاء
ط ه ر :
قوله تعالى : (أَنْ طَهِّرا بَيْتِيَ)(٥) أي من المعاصي والأفعال المحرّمة. وقد كان ذلك إلى أن حدث في أمر قريش ما حدث من وضع الأصنام حوله ، وعبادتها دون الله تعالى فيه ، ووضع الأنصاب فيه ؛ حجارة يذبح عليها لآلهتهم فيقع الدم والفرث ، إلى أن بعث الله نبيّه محمدا صلىاللهعليهوسلم ، فعاد الحقّ إلى نصابه وأحيا ملّة أبويه إبراهيم وإسماعيل صلىاللهعليهوسلم. وقيل : هو حثّ على تطهير القلب من محبّة غير الله تعالى ؛ قاله الراغب (٦) في قوله (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ
__________________
(١) الطم : البحر ، والرم : الثرى. وكسرت الطاء هنا ليزدوج مع الرّمّ. وقيل فيهما معان أخرى (اللسان ـ مادة طمم).
(٢) النهاية : ٣ ١٣٩.
(٣) النهاية : ٣ ١٣٩ ، ويقول : ابن الأثير : الطمطام في الأصل : معظم ماء البحر فاستعاره ها هنا لمعظم النار.
(٤) النهاية : ٣ ١٣٩ ، وهو من حديث أبي بكر والنسّابة.
(٥) ١٢٥ البقرة : ٢.
(٦) المفردات : ٣٠٨ ، وفي الأصل : قال. والراغب عزا القول إلى بعضهم.