قوله : (وَيُسْقى مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ)(١). وأنشد : [من الطويل]
عذاب الثنايا ريقهنّ طهور
وهذا لا تطهير فيه لغيره ، فكذا (ماءً طَهُوراً) (وقد فصّلنا في) (٢) هذه الاعتراضات كلّها في غير هذا الموضوع. والطّهور تارة يكون مصدرا وهو مسموع كالوضوء والوقود والولوع. وقد يكون اسما لما يتطهّر به. وقد يكون وصفا كهذه الآية. وقيل : إنّ ذلك اقتضى التطهير من حيث المعنى ، وذلك أنّ الطاهر ضربان : ضرب لا تتعدّاه الطهارة كالثوب فإنّه طاهر غير مطهّر به (٣). وضرب يتعدّاه ، فيجعل غيره طاهرا به فوصف الله الماء بأنه طهور ، تنبيه على هذا المعنى.
فصل الطاء والواو
ط و د :
قوله تعالى : (كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ)(٤) الطّود : الجبل ، ويجمع على أطواد. وبه يشبّه الرجل الشجاع والرجل العظيم الخلق والمتوغّل في العلم ؛ فيقال : فلان طود في كذا ، نحو قولهم : هو جبل علم ، وفي العلم. ووصفه بالعظم لكونه فيما بين الأطواد عظيما ، لا لكونه عظيما فيما بين سائر الجبال ، كذا قال الراغب (٥).
ط و ر :
قوله تعالى : (وَالطُّورِ)(٦) قيل : هو اسم لكلّ جبل. وقيل لجبل مخصوص. وقيل : هو جبل محيط بالأرض. والظاهر أنه في الأصل اسم لكلّ جبل بدليل تخصيصه
__________________
(١) ١٦ إبراهيم : ١٤.
(٢) في الأصل : (وقد انفصلنا عن هذه) ، ولعل السياق يناسب ما ذكرنا.
(٣) في الأصل : متطهر ، ولعل الصواب ما ذكرنا ، وأضفنا الجار والمجرور للسياق.
(٤) ٦٣ الشعراء : ٢٦.
(٥) المفردات : ٣٠٩.
(٦) ١ الطور : ٥٢.