الدّرج. وقد مضى في باب السين تفسير طيّ السماء كذلك ، ويعبّر بالطيّ عن مضيّ العمر. وأنشد (١) : [من الرجز]
[ناج] طواه الأين ممّا وجفا |
|
طيّ الليالي زلفا فزلفا |
وقال آخر (٢) : [من الوافر]
طوتك خطوب دهرك بعد نشر
قوله تعالى : (وَالسَّماواتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ)(٣) يجوز أن تكون بمعنى طيّ السجلّ وأن تكون بمعنى المضيّ. والمعنى أنها مهلكات كما أخبر عنها بقوله تعالى : (يَوْمَ تَمُورُ السَّماءُ مَوْراً)(٤). والطيّ أصله طوي فأدغم. وفي الحديث : «يا محمد اعمد لطيّتك» (٥) أي لقصدك. يقال : رجع لطيّته ، بتشديد الياء وتخفيفها.
فصل الطاء والياء
ط ي ب :
قوله تعالى : (سَلامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ)(٦) قال الفراء : زكوتم. قال ابن عرفة : حقيقته صلحتم للجنّة لأنّ الذنوب والمعاصي مخابث ؛ فإذا أراد الله تعالى دخولهم الجنة غفر لهم تلك الذنوب فذهبت عنهم تلك المخابث والأرجاس. وتقول العرب : طاب لي هذا : فارقته المكاره ، وطاب له العيش. وينشد قول الشاعر : [من الوافر]
__________________
(١) الرجز للعجاج ، والإضافة والتصويب من ديوانه : ٢ ٢٣١ و ٢٣٢. وهو من شواهد سيبيويه لنصبه «طيّ» على المصدر : ١ ١٨٠. وزلفا فزلفا : درجة فدرجة.
(٢) من شواهد المفردات : ٣١٣.
(٣) ٦٧ الزمر : ٣٩.
(٤) ٩ الطور : ٥٢.
(٥) النهاية : ٣ ١٥٣. وطية وزنها فعلة.
(٦) ٧٣ الزمر : ٣٩.