فصل الذال والواو
ذ و د :
قوله تعالى : (تَذُودانِ)(١) أي تطردان غنمهما عن غنم الناس لئلّا تختلط بها. وقيل : وجوههما نظر الناس. يقال : ذدته أذوده ذودا أي صرفته عني. وقيل : يكفّان غنمهما حتى يفرغ الحوض من الوارد ، وهو أظهر لقوله : (حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعاءُ) والذّود من الإبل ما بين الإثنين إلى التّسع للإناث خاصّة دون الذكور (٢). وفي الحديث : «ليس فيما دون خمس ذود صدقة» (٣) ، وقال الآخر (٤) : [من الرجز]
ذود صفايا بينها وبيني |
|
ما بين تسع فإلى اثنين |
ذ و ق :
قوله تعالى : (وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسانَ مِنَّا رَحْمَةً)(٥) أي أوصلناها إليه لا يتمكّن به من ذوقها. وأصل الذّوق وجود طعم الشيء بالفم. وأصله تناول ما يقلّ دون ما يكثر ؛ يقال فيه (٦) : أكل. واختير في القرآن لفظ الذّوق في العذاب لأنّه وإن كان في العرف لما يقلّ فهو صالح (٧). فاستعمل ليعمّ (٨) الأمرين. وقوله تعالى : (فَأَذاقَهَا اللهُ لِباسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ)(٩) فاستعمل الذّوق (١٠) مع اللباس من حيث إنه أراد به الاختبار أي جعلها بحيث
__________________
(١) ٢٣ القصص : ٢٨.
(٢) والذود من الإبل عند الراغب (ص ١٨٣) : عشرة. وعند ابن دريد (الجمهرة : ٢ ٢٤٤) : من الثلاثة إلى العشرة.
(٣) النهاية : ٢ ١٧١. والذود : لفظة مؤنثة لا واحد لها من لفظها كالنّعم (النهاية) وتصغيره بغير هاء على غير قياس ، توهموا به المصدر (اللسان ـ مادة ذود).
(٤) من شواهد اللسان ـ مادة ذود.
(٥) ٩ هود : ١١.
(٦) أي : يقال له أكل إذا كثر.
(٧) أي صالح للتكثير.
(٨) وفي الأصل : ليعلم ، ولعله كما ذكرنا.
(٩) ١١٢ النحل : ١٦.
(١٠) كذا في المفردات (١٨٢) ، وفي الأصل : الذواق.