ربّانيّ هذه الأمة» (١) ولا شكّ في ذلك بأيّ تفسير فسّر الربّانيّ. وقيل : الربانيّ أصله سريانيّ ؛ قال الراغب (٢) : وأخلق بذلك فقلّما يوجد في كلامهم. وقد اختار غير المختار ، لأنّا متى وجدنا لفظا موافقا للأصول اشتقاقا (٣) ومعنى ، فأيّ معنى إلى ادّعاء السّريانية فيه؟ وهذا كما قيل في الله والرحمن أنهما معربان. وهذه أقوال ضعيفة ، وقد نبّهنا عليها في أماكنها.
والرّباب : السحاب لأنّه يربّ النبات ، ومنه سمّي المطر درّا. وأربّت السحابة : دامت ، وحقيقته صارت ذات تربية وتصوّر فيها معنى الإقامة ؛ يقال : أربّ فلان بمكانه أي أقام ، تشبيها بإقامة الرّباب.
والرّبابة : خريطة تجمع فيها قداح الميسر ، والرّبابة تقال للعقد في موالاة الغير (٤). واختصّ الرّابّ والرّابّة بأحد الزّوجين إذا تولّى تربية الولد من زوج كان قبل ذلك. واختصّ الرّبيب بذلك الولد ؛ فعيل بمعنى مفعول. وشاة ربّى (٥) أي حديثة عهد بنتاج. ولذلك نهي المصدّق عن أخذها ؛ يقال : شاة ربّى : بيّنة الرّباب. ويقال : ربابها بين أن تضع إلى أن يأتي عليها شهران (٦) وجمعها رباب بضم الراء.
وربّ : حرف تقليل. وقيل : اسم ، ويكون للتكثير عند بعضهم كقول امرئ القيس (٧) : [من الطويل]
ويا ربّ يوم قد لهوت وليلة |
|
بآنسة كأنها خطّ تمثال |
ومثله قوله : [من الطويل]
فيا ربّ مكروب كررت وراءه |
|
وعان فككت الغلّ عنه فعرّاني |
__________________
(١) ورواه الراغب للإمام علي (المفردات : ١٨٤).
(٢) المفردات : ١٨٤ ، وأخلق بذلك يريد بهذه القراءة.
(٣) في الأصل : اشتقاق ، ولعل في الكلام نقصا.
(٤) في الأصل : الخير ، ولعل الصواب ما ذكرنا.
(٥) وزنها فعلى.
(٦) وفي اللسان : وقيل : ربابها ما بينها وبين عشرين يوما من ولادتها.
(٧) الديوان : ٤٦.