بحّ : اسم للقداح التي (١) يستقسمون بها. وعندي (٢) أن الرّبح هنا اسم لما يحصل من الربح نحو النّقص ؛ والمعنى قروا أضيافهم ما حصّلوا منه الحمد الذي هو أعظم الربح. وذلك كقول الآخر (٣) : [من الطويل]
فأوسعني حمدا وأوسعته قرى |
|
فأرخص بحمد كان كاسبه الأكل |
وفي الحديث : «ذلك مال رابح» (٤) ك : لابن وتامر ، أي ذو ربح. ويروى رايح بالياء أي عائد الفائدة.
ر ب ص :
قوله تعالى : (يَتَرَبَّصْنَ)(٥) أي ينتظرن. والتربّص : الانتظار بالشيء. يقال : تربّصت : يريد الموت أي انتظرته به. ولي ربصة بكذا أي تربّص ، والتربّص : الانتظار بالشيء سلعة كان أو غيرها من الأمور المنتظر زوالها أو حصولها. ومنه : (نَتَرَبَّصُ بِهِ رَيْبَ الْمَنُونِ)(٦) ، أي نزول الموت والانتظار بالسلعة تارة يكون لغلاء سعرها وهو الغالب وتارة لغير ذلك.
ر ب ط :
قوله تعالى : (وَرَبَطْنا عَلى قُلُوبِهِمْ)(٧) أي عقدنا عليها عقدا اطمأنّت به حتى لا تفزع ولا تقلق كقلوب من بعدوا عن أهلهم وديارهم. ولا يرى أقلق من قلب الغريب لا سيما المتوحّد. وقوله : (لَوْ لا أَنْ رَبَطْنا عَلى قَلْبِها)(٨). وأصل الرّبط : العقد في الأعيان نحو
__________________
(١) في الأصل : الذي.
(٢) الضمير عائد إلى الراغب (ص ١٨٥) من غير عزو.
(٣) المفردات : ١٨٥.
(٤) النهاية : ٢ ١٨٢ ، والحديث لأبي طلحة.
(٥) ٢٢٨ البقرة : ٢.
(٦) ٣٠ الطور : ٥٢.
(٧) ١٤ الكهف : ١٨. والمعنى : ثبتنا قلوبهم وألهمناهم الصبر (غريب القرآن : ١١٤).
(٨) ١٠ القصص : ٢٨.