تعالى : (فَعَّالٌ لِما يُرِيدُ)(١) ، أو قدّم المعمول كقوله تعالى : (لِلرُّءْيا تَعْبُرُونَ)(٢). وفي غير ذلك ضرورة كقوله : [من الوافر]
فلما أن توافقنا قليلا |
|
أنخنا للكلاكل فارتمينا |
والرّدف : التابع. وردف المرأة : عجيزتها. والتّرادف : التّتابع. والرادف (٣) : المتأخر ، والمردف : المتقدّم الذي أردف غيره ، ومنه قوله تعالى : (بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ)(٤) أي جائين بعد ، فجعل ردف وأردف بمعنى واحد ، وأنشد (٥) : [من الوافر]
إذا الجوزاء أردفت الثّريّا
وقال غيره : معناه مردفين ملائكة أخرى. فعلى هذا يكونون ممّدين بألف من الملائكة. وقيل : عنى بالمردفين : المتقدّمين للعسكر ليخلقوا في قلوب العدوّ الرعب. وقيل في قراءة الفتح (٦) : إنّ كلّ إنسان أردف ملكا ؛ قاله الراغب (٧) وفيه نظر. وقرئ «مردّفين» (٨) والأصل مرتدفين فأدغم. وقال الفراء في قراءة الكسر : متتابعين ، وفي قراءة الفتح أي فعل الله ذلك بهم ، أي أردفهم بغيرهم. يقال : ردفته وأردفته : أركبته خلفي. وأردفته : جئت بعده. فمعنى «مردفين» ـ بالكسر ـ أي يأتون فرقة فرقة. وقال ابن الأعرابيّ : ردفته وأردفته بمعنى ، نحو : لحقه وألحقه. وهذا رأي أبي عبيدة كما قدّمناه عنه. وحقيقة
__________________
(١) ١٠٧ هود : ١١ ، وغيره.
(٢) ٤٣ يوسف : ١٢.
(٣) وفي الأصل : الرداف.
(٤) ٩ الأنفال : ٨.
(٥) صدر بيت لخزيمة بن مالك بن نهد كما في اللسان ـ ردف. والصور مذكور في المفردات : ١٩٣ من غير عزو. وعجزه :
ظننت بآل فاطمة الظّنونا
(٦) قال الفراء : ويقرأ «مردفين» بمعنى فعل بهم. أما بكسرها فمعناها : متتابعين (معاني القرآن : ١ ٤٠٤) ، وليس كما ذكر بعد سطر (في الفتح).
(٧) المفردات : ١٩٣.
(٨) وهي قراءة الخليل عن أهل مكة (مختصر الشواذ : ٤٩).