بدليل أنّهما أضيفا إليهما في قول الشاعر (١) : [من الطويل]
نهار وليل دائم ملواهما |
|
على كلّ حال المرء يختلفان |
فلو كانا الليل والنهار لما أضيفا إليهما لئلا يلزم إضافة الشيء إلى نفسه.
قوله : (وَأُمْلِي لَهُمْ)(٢) أي أمهلهم وأطيل مدّتهم. قوله : (سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلى لَهُمْ)(٣) أي أمهل ، وقرىء أملى (٤) مبنيّا للفاعل على أن ضميره للشيطان بسبب غروره إياهم. قوله : (وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَها)(٥) أي أنسأت في أجلها وأمهلتها ، قال أبو بكر : اشتقاقه من الملوة وهي المدّة من الزمان ؛ ملوة (٦) وملاوة وملاوة. وفي المثل «تملّ حبيبا والبس جديدا» (٧).
فصل الميم والنون
م ن ع :
قوله تعالى : (وَظَنُّوا أَنَّهُمْ مانِعَتُهُمْ حُصُونُهُمْ)(٨) أي ظنّوا أن الحصون تحجز بينهم وبين من يريدهم. والمنع ـ في الأصل ـ الحجز بين الشيئين ، وهو ـ أيضا ـ ضدّ العطية لأنّ الحاجز يحجز بين المعطي والعطيّة. ورجل مانع ورجال منعة نحو : كافر وكفرة. والمنّاع : البليغ في المنع (٩) ؛ قال تعالى : (مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ)(١٠). ومنعه : حماه مما يؤذيه ، ومنه :
__________________
(١) البيت في المفردات ، وفي اللسان ـ مادة ملا.
(٢) ١٨٣ / الأعراف : ٧.
(٣) ٢٥ / محمد : ٤٧.
(٤) يريد : «أملأ لهم» ، من قولهم : أمليت الكتاب أمليه إملاء. وانظر لها قراءات واجتهادات في معاني القرآن للفراء : ٣ / ٦٣.
(٥) ٤٨ / الحج : ٢٢.
(٦) لم يذكر ابن منظور هذه اللفظة وجعل مكانها : ملاوة ، ملا ، مليّ ... كله : مدة العيش.
(٧) المثل لم نجده في المظان ، وهو مذكور في اللسان ـ مادة ملا هكذا : «أبليت جديدا وتملّيت حبيبا».
(٨) ٢ / الحشر : ٥٩.
(٩) المانع والمنّاع : البخيل.
(١٠) ٢٥ / ق : ٥٠ ، وغيرها.