المسيّب ، وكان يقول : سيّب الله من سيّب أبي. وكره التلقيب مطلقا وإن أحبّه صاحبه.
ن ب ط :
قوله تعالى : (لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ)(١) أي يستخرجونه. يقال : استنبطت الماء من الأرض ، وأنبطته ، أي استخرجته. وأصله من النّبط وهو أول ما يخرج من البئر حين تحفر. وفي المثل : «أنبط في غضراء» أي استخرج الماء من طين حرّ. وأنشد : [من الطويل]
نعم ، صادقا ، والقائل الفاعل الذي |
|
إذا قال قولا أنبط الماء ، في الثرى |
وسئل بعضهم عن رجل فقال : ذاك قريب الثّرى بعيد النّبط (٢) أي : قريب الوعد بعيد الوفاء. وفي الحديث : «ورجل ارتبط فرسا ليستنبطها» (٣) أي ليخرج ما في بطنها. وسأل عمر بن الخطاب عمرو بن معدي كرب عنه فقال : «ذاك أعرابيّ في حبوته ، نبطيّ في جبوته» (٤) أراد أنه في حبوة العرب ، وكالنّبطيّ في علمه بأمر الخراج وجبايته وعمارة الأرض ، حذقا بها ومهارة فيها.
والنّبط : جيل معروف ، سموا بذلك ، لأنهم ينبطون الماء في الأرض ويزرعونها ، ويستخرجون بذرها. بمقابلة العرب يقال : ذاك عربيّ وهذا نبطيّ ، ولذلك قال الفقهاء : لو قال لعربيّ : يا نبطيّ كان قذفا. وكان عمر يقول : تمعددوا ولا تستنبطوا» (٥) أي تشبّهوا بمعدّ لا بالنّبط.
وفرس أنبط : أبيض ما تحت الإبط.
__________________
(١) ٨٣ / النساء : ٤.
(٢) مذكور في النهاية : ٥ / ٩.
(٣) النهاية : ٥ / ٩ ، وفيه معنى آخر هو : يطلب نسلها ونتاجها.
(٤) النهاية : ٥ / ٩ ، والضمير يعود على سعد بن أبي وقاص.
(٥) المصدر السابق.