فصل النون والحاء
ن ح ب :
قوله تعالى : (فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ)(١) أي قضى نذره ، كأنه ألزم نفسه أن يموت فوفى بنذره. وفي الحديث : «طلحة ممّن قضى نحبه» (٢). وذلك أنّه وعد أن يصدق أعداء الله في القتال فوفى بذلك. وتعبيرهم بذلك عن الموت كالتعبير عنه : قضى أجله ، واستوفى أكله ، وقضى من الدنيا وطره.
والنّحاب : السّعال. والنحيب : البكاء معه صوت. وتناحب القوم : تواعدوا للقتال وغيره. وتناحبوا : تراهنوا. وتناحبوا : تفاخروا. وتناحبوا : تنافروا لمن يحكم بينهم. ومنه قول طلحة لابن عباس : «أنا حبك وترفع النّبيّ صلىاللهعليهوسلم؟» (٣) وفي الحديث : «لو يعلم الناس ما في الصفّ الأول لا قتتلوا عليه ، وما تقدّموا إلا بنحبة» (٤) أي بقرعة. والتناحب : القمار لما فيه من المساهمة.
ن ح ت :
قوله تعالى : (وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبالِ بُيُوتاً)(٥) النحت : الأخذ من الشيء لتجعله على صورة مخصوصة ، كنحت النّحيت والصّنم والبيت من خشب وحجر ونحوهما. ويكون في الأجسام الصلبة المحتملة لذلك. وقد يتجوّز به في غيرها. ومنه قول النحاة في باب النّسب ، مسألة النحت وهو أن يأخذوا من مجموع اسمين لفظا ، ينحتونه ثم ينسبونه إليه ، كقولهم في النسب إلى امرىء القيس : مرقسي ، وإلى عبد القيس : عبقسي ، وإلى عبد شمس : عبشمي. وأنشدوا (٦) : [من الطويل]
__________________
(١) ٢٣ / الأحزاب : ٣٣.
(٢) النهاية : ٥ / ٢٦.
(٣) النهاية : ٥ / ٢٧ ، ومطلع الحديث : «هل لك أن أناحبك ..؟».
(٤) المصدر السابق.
(٥) ٧٤ / الأعراف : ٧.
(٦) البيت لعبد يغوث بن وقاص الحارثي قاله حين وقع في الأسر (شرح المفصل : ٥ / ٩٧ ، جمهرة اللغة : ٢ / ٢٢٥).