والتّشديد ، أي حسّن. وأنشد الأصمعيّ شاهدا للتشديد قول ابن قيس الرقيات (١) : [من الخفيف]
نضّر الله أعظما دفنوها |
|
بسجستان طلحة الطّلحات |
ورواه أبو عبيد بالتخفيف ، أي نعم. ويقال : نضره ، ونضر ينضر لغتان. وقال الحسن ابن موسى : ليس هذا من الحسن في الوجه ، إنما معناه حسّن الله وجهه في خلقه ، أي جاهه وقدره. وهو مثل قوله : «اطلبوا الحوائج إلى حسان الوجوه» (٢) يعني به ذوي الوجوه في الناس وذوي الأقدار فيهم. وقال ابن شميل : نضّر الله ، ونضر الله ، وأنضر الله.
وفي حديث إبراهيم : «لا بأس أن يشرب في قدح النّضار» (٣) ، قال شمر : قال بعضهم : هي الأقداح الحمر الجيشانيّة (٤). وقال ابن الأعرابي : النّضار : البيع ، والنضار : شجر الإبل ، والنّضار : الخالص من كلّ شيء ، والنّضار والنّضير والنّضر : الذهب. وقد سمي بكلّ من هذه الألفاظ الثلاثة شخص من الأناسيّ. ومنه : بنو النّضير ، والنضر بن الحارث. وأنشد بعضهم عن الشيخ تقيّ الدين بن دقيق العيد لنفسه : [من الكامل]
والدّهر كالميزان يرفع ناقصا |
|
أبدا ، ويخفض عالي المقدار |
وإذا انتحى الإنصاف ساوى عدله |
|
في الوزن بين نحاسة ونضار |
فصل النون والطاء
قوله تعالى : (وَالنَّطِيحَةُ)(٥) هي ما نطحها غيرها من النّعم فماتت. وكانوا يأكلونها كسائر الميتات. وفعيل إذا كان بمعنى مفعول حقّه ألّا يؤنّث إلا إذا ألبس ، نحو : مررت بقبيلة بني فلان. وقد خرجت هذه اللفظة عن نظائرها فأنّثت ، ومثلها : الذّبيحة. والناطح :
__________________
(١) اللسان ـ مادة نضر.
(٢) رواه أبو يعلى وإسناده حسن لغيره كما في «المقاصد الحسنة» ، وانظر كشف الخفاء : ١ / ١٣٦.
(٣) النهاية : ٥ / ٧١ ، وهو إبراهيم النخعي.
(٤) قدح نضار : اتخذ من نضار الخشب ، قيل : يتخذ من أثل ورسي اللون. والنضار : أجود الخشب للآنية.
(٥) ٣ / المائدة : ٥.