نقمته : أنكرته إمّا باللسان أو بالعقوبة. والنّقمة والانتقام : العقوبة بإنكار. قال تعالى : (فَلَمَّا آسَفُونا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ)(١). ونقمت عليه كذا : أنكرته عليه.
فصل النون والكاف
ن ك ب :
قوله تعالى : (عَنِ الصِّراطِ لَناكِبُونَ)(٢) أي عادلون. يقال : نكب عن كذا ينكب نكبا فهو ناكب : إذا عدل عنه بمنكبه. والمنكب : مجتمع ما بين العضد والكتف ، والجمع مناكب. وقد استعير ذلك للأرض استعارة الظهور (٣) لها في قوله تعالى : (فَامْشُوا فِي مَناكِبِها)(٤)(ما تَرَكَ عَلى ظَهْرِها)(٥). وقيل : «في مناكبها» في طرقها ، وقيل : جبالها. وأصله ما ذكرته لك. ومنكب القوم : رئيسهم ، استعارة من هذه الجارحة استعارة الرأس والوجه له في قولهم : هو رأس القوم ووجه القوم ، وكاستعارة اليد للقاضي والوالي.
ولفلان على قومه نكابة ونقابة ، أي عرافة. والأنكب : المائل المنكب ، وهو من الإبل ما يمشي إلى شقّ. والنّكب : داء يأخذ في المنكب ، ومنه استعير لكل ذاهب في نفس أو مال ، فيقال : نكب فلان ، وأصابته نكبة. والنّكباء : كلّ ريح هبّت بين ريحين فهي نكباء ، لأنها عدلت عن المهبّ. ونكبته حوادث الدّهر ، قيل : هبّت عليه هبوب النّكباء. ونكّب عن الصواب تنكيبا. ونكّب كنانته ينكبها ، ونكب ـ بالتخفيف ـ ينكبها نكبا ونكوبا : إذا كبّها فأخرج سهامها. ومنه قول الخبيث : «إن أمير المؤمنين نكب كنانته فعجم عيدانها ، فوجدني أصلبها عودا» (٦). وتنكّب فرسه وترسه ، أي علّقه في منكبه.
__________________
(١) ٥٥ / الزخرف : ٤٣.
(٢) ٧٤ / المؤمنون : ٢٣.
(٣) يريد جمع الظهر.
(٤) ١٥ / الملك : ٦٧.
(٥) ٤٥ / فاطر : ٣٥.
(٦) النهاية : ٥ / ١١٢.