باب الهاء
فصل الهاء والباء
ه ب ط :
قوله تعالى : (اهْبِطُوا)(١) الهبوط : السّقوط على سبيل القهر كهبوط الحجر في قوله تعالى : (وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللهِ)(٢). قال بعضهم : وإذا استعمل في الإنسان فعلى سبيل الاستخفاف بخلاف الإنزال ؛ فإنّ الإنزال ذكره الله تعالى في الأشياء التي نبّه على شرفها كإنزال القرآن والملائكة وغير ذلك. والهبط ذكر حيث نبّه على الغضّ ، نحو : (اهْبِطُوا مِنْها)(٣) ، وقوله : (اهْبِطُوا مِصْراً فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ)(٤). قال : وليس في قوله : (فَإِنَّ لَكُمْ ما سَأَلْتُمْ) تعظيم وتشريف. ألا ترى إلى قوله : (وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَباؤُ بِغَضَبٍ مِنَ اللهِ)(٥) قلت : وفيه نظر لقوله تعالى ذلك لآدم وحواء ، إذ ليس المراد الاستخفاف والغضّ. وقد يقال : إنّه لمّا هبط إبليس والحية أراد الغضّ منهما فجرى الخطاب على ذلك ، ولله أن يخاطب عباده بما شاء ، وإن لم يجز لخلقه ذلك.
وهبط يكون لازما ومتعديا ؛ يقال : هبطته فهبط. ويردّ ما قاله هذا القائل أيضا قول العباس بن عبد المطلب رضي الله تعالى عنه يمدح النبيّ صلىاللهعليهوسلم (٦) : [من المنسرح]
__________________
(١) ٣٦ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٢) ٧٤ / البقرة : ٢.
(٣) ٣٨ / البقرة : ٢.
(٤) ٦١ / البقرة : ٢.
(٥) تتمة للآية السابقة.
(٦) في اللسان ـ مادة هبط.