خاصة ، كما أخبر به صلىاللهعليهوسلم. وأما نبيّنا صلىاللهعليهوسلم فبعث إلى الناس كافّة ، فلم يبق إلا أن يرسل بأحد الألسنة. ولما كان أشرفها اللسان العربيّ أرسل به.
وقد كان صلىاللهعليهوسلم يخاطب بعضهم بلغته ، فلو أدّت الحاجة إلى أن يكلم كلّ أحد بلغته لكلّمهم. وأيضا فإن ترجمة اللغة العربية بلغة أخرى مستفيض ، فاستغني عن غير اللسان العربي. وأمّا القرآن فلم تجز قراءته إلا باللسان العربي. وما يروى عن أبي حنيفة من جواز ترجمته بالفارسية فمرجوع عنه.
واللّسن : حدّة الكلام وقوة اللسان. ورجل لسن : بيّن اللّسن. ولسنت الرجل : أخذته بلساني. ومنه حديث عمر وامرأة : «لسنتك» (١).
وقال طرفة (٢) : [من الرمل]
وإذا تلسنني ألسنها |
|
إنني لست بموهون ، فقر |
وفي الدعاء : «ونعوذ بك من شرّ اللسّن». قوله تعالى : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ)(٣) أي بلغتك.
فصل اللام والطاء
ل ط ف :
قوله تعالى : (إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِما يَشاءُ)(٤). اللطيف في صفات الله تعالى بمعنى الرفيق بعباده حيث لم يكلّفهم إلّا ما يطيقون ، يقال : لطف له يلطف لطفا : إذا رفق به. وكان من حقّه أن يتعدّى بالباء كنظيره ، وإنّما عدي باللام لتضمّنه معنى الإيصال كأنّه قيل : أوصل له اللطف. ولطف الله بك ، أي أوصل إليك لطفه. وأمّا لطف ـ بالضم ـ فمعناه دقّ
__________________
(١) النهاية : ٤ / ٢٤٩ ، أي أخذتك بلسانها ، يصفها بالسلاطة وكثرة الكلام (اللسان).
(٢) الديوان : ٧٤ ، من قصيدة يصف فيها أحواله وتنقله في البلاد ولهوه. تلسنني : تأخذني بلسانها وتذكرني بالسوء. فقر : مكسورة فقار ظهره.
(٣) ٩٧ / مريم : ١٩.
(٤) ١٠٠ / يوسف : ١٢.