ه ل م (١) :
قوله تعالى : (هَلُمَّ إِلَيْنا)(٢) هلمّ بمعنى إئت. وتكون اسم فعل عند أهل الحجاز ، وفعلا عند تميم. فعلى الأولى لا يبرز معها ضمير تثنية ولا جمع ، بل يستوي لفظها في ذلك. وبهذه اللغة نزل القرآن. وعلى الثانية يبرز معها ذلك فيقال : هلمّا ، هلمّوا ، هلممن. واختلف فيها هل هي مركبة أم لا؟ ومن قال بتركيبها اختلفوا أيضا فقيل : أصلها هالمّ ؛ ها للتنبيه ولمّ فعل أمر بمعنى أصلح ، فحذفت ألف ها تخفيفا وركّبا. وحدث فيها معنى الأمر بالإسراع. وقيل : أصلها هل أمّ ؛ هل استفهام وأمّ أمر من أمّ ، أي قصد. والأصل هل لك ذلك في كذا؟ فأمّه أي اقصده ، فركّبا ، وحدث ذلك المعنى. وقد حقّقت ذلك في غير هذا.
فصل الهاء والميم
ه م د :
قوله تعالى : (وَتَرَى الْأَرْضَ هامِدَةً)(٣) أي جافّة يابسة لا نبات بها. وأصل الهمود السكون والخشوع والبلى. ومنه : همد الثوب ، أي بلي. وأنشد للأعشى (٤) : [من الكامل]
قالت قتيلة : ما لجسمك شاحبا |
|
وأرى ثيابك باليات همّدا؟ |
وهمدت النار : طفئت. والإهماد أيضا : الإقامة ، كأنه صار ذا همد. وقيل : الإهماد :
__________________
(١) جاء في هامش الورقة ٤١٤ / ح : «هلم جرّا. قال الشيخ زكريا الأنصاري في حاشية. جمع الجوامع : الأحسن فيه ما قاله العلامة جمال الدين ابن هشام بعد اطلاعه على كلام غيره فيه. ويوقفه في أنه عربي أن معنى هلمّ تعال لا بمعنى المجيء الحيني ، ولا بمعنى الطلب حقيقة بل بمعنى الاستمرار على الشيء أو بمعنى الخبر ، وعبر عنه بالطلب كما في قوله تعالى : (وَلْنَحْمِلْ خَطاياكُمْ)(فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمنُ مَدًّا). وجرّا مصدر جرّه إذا سحبه ببقائه مصدرا ، أو جعله حالا مؤكدة. وليس المراد الجرّ الحسي بل التعميم كما في السحب في قولهم : هذا الحكم منسحب على كذا ، أي شامل له. يقال : كان ذلك عام كذا وهلمّ جرّا ، أي واستمر ذلك في بقية الأعوام. انتهى».
(٢) ١٨ / الأحزاب : ٣٣.
(٣) ٥ / الحج : ٢٢.
(٤) الديوان : ٢٢٧ ، وفيه : لجسمك سايئا.