والمهيمن من نعته كأنه قال : حتّى احتوى شرفك الشاهد على شرفك (١) علياء الشرف من نسب ذوي خندف التي تحتها النّطق ، وهي أوساط الجبال العالية. وفي حديث عمر : «إني داع فهيمنوا» (٢) يريد : أمّنوا ، فأبدل الهمزة هاء وإحدى الميمين ياء (٣).
فصل الهاء والنون
ه ن أ :
قوله تعالى : (فَكُلُوهُ هَنِيئاً مَرِيئاً)(٤) الهنيء : كلّ ما ليس فيه مشقّة ولا تعب. وقيل في التفسير : أي أكلا هنيئا يطيّب الأنفس. وقيل : الهنيء : أكل كلّ ما لا تنغيص فيه ولا تعقبه وخامة.
يقال : هنؤ فهو هنيء ، نحو ظرف فهو ظريف. قال كثيّر عزّة (٥) : [من الطويل]
هنيئا مريئا غير داء مخامر / |
|
لعزة من أعراضنا ما استحلّت |
ويقال : هنأه الطعام ومرأه. وإذا أفرد مرأ لم يقل إلّا أمرأة (٦) ، وإنما ترك همزه للمشاكلة نحو : أخذه ما قدم وما حدث ، حسبما بينّاه في «إيضاح السبيل» وغيره. على أنّه قد نقل أبو العباس عن ابن الأعرابيّ أنّه يقال : هنأني وأهنأني ، ومرأني وأمرأني ، ولا يقال : مرني.
والهناء : ضرب من القطران تطلى به الإبل من جربها. قال :
يضع الهنا موضع القبّ (٧)
__________________
(١) وفي رواية : على فضلك.
(٢) النهاية : ٥ / ٢٧٦.
(٣) كقولهم : إيما في إمّا.
(٤) ٤ / النساء : ٤.
(٥) ديوان كثير : ١٠٠.
(٦) يريد : إذا لم يذكر «هنأني» قلت : «أمرأني».
(٧) القب : العظم الناتىء من الظهر بين الأليتين.