إلى حواء» (١) أي لجأ [نا](٢) إليه. وفي حديث عليّ رضي الله تعالى عنه : «إنّ درعه كانت صدرا بلا مؤخّر فقيل له : فهلّا احترزت من ظهرك؟ فقال : إذا أمكنت من ظهري فلا وألت» (٣) أي فلا نجوت.
ويقال : وأل يئل فهو وائل ، وبه سمّي الرجل وائلا. والوألة : البعرة ، سمّيت بذلك لخسّتها. وبه سمّيت بعض القبائل وأله. وفي حديث «أنّه جلس إليه بعض الناس فقال : أنت من بني فلان؟ قال : نعم. قال : فأنت وألة إذا؟ قم عنّي فلا تقربنّي» (٤).
فصل الواو والباء
و ب ر :
قوله تعالى : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها)(٥) الأوبار : جمع وبر وهو من الإبل بمنزلة الصوف من / الضأن ، والشعر من الماعز. ولذلك جمع تعالى في الامتنان عليهم بثلاثة الأنواع من ثلاثة هذه الحيوانات في قوله تعالى : (وَمِنْ أَصْوافِها وَأَوْبارِها وَأَشْعارِها). وسكان الوبر مقابلو سكان المدر ، وهم الأعراب البادون لاتخاذهم بيوتهم من الوبر. وبنات وبر (٦) : ضرب من الكمء الصغار ، لأنّ عليها مثل الوبر. وأنشد (٧) : [من الكامل]
ولقد جنيتك أكمؤا وعساقلا |
|
ولقد نهيتك عن بنات الأوبر |
أدخل «أل» على «أوبر» ضرورة لأنه علم على هذا الضرب. وكان بعضهم يصحّفه فيقول عن نبات الأوبر ، بتقديم النون كأنه لما رآه نباتا من الأرض قال ذلك. ووبّر الرجل في
__________________
(١) النهاية : ٥ / ١٤٤. الحواء : البيوت المجتمعة.
(٢) إضافة مناسبة للمعنى.
(٣) النهاية : ٥ / ١٤٣.
(٤) النهاية : ٥ / ١٤٤ وفيه : «... من وألة ..» ، والحديث لعلي. ووألة : قبيلة خسيسة.
(٥) ٨٠ / النحل : ١٦.
(٦) ساقطة من ح.
(٧) أنشده الأحمر كما في اللسان ـ مادة وبر.