فصل الواو والتاء
و ت د :
قوله تعالى : (وَالْجِبالَ أَوْتاداً)(١) الأوتاد : جمع وتد ، بكسر التاء ـ وهو المشهور ـ وبفتحها ، وتدغم التاء في الدال فيقال : ودّ. والوتد : معروف ، ويعبّر عن ثبات الشيء واستقراره. ومنه الآية الكريمة ، لأنّ الله تعالى لمّا خلق الأرض على الماء جعلت تتكافأ كالسّفينة ، فأرساها وثبّتها بالجبال لقوله في موضع آخر : (أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ)(٢) فهي بمنزلة أوتاد الخيمة المشدود عليها أطنابها. وقد يعبّر بذلك عن ثبات الأمر ورسوخه. ومنه قولهم : ثبّت الله أوتادك. وإليه نحا القائل : [من الكامل]
في ظلّ ملك ثابت الأوتاد
وقال جران العود (٣) : [من البسيط]
والملك لا يبنى إلا على عمد |
|
ولا عماد إذا لم ترس أوتاد |
وقيل ذلك في قوله تعالى : (وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتادِ)(٤). قيل : بل كان له أوتاد حقيقة ، اتّخذها من حديد وضربها في الأرض. وكان إذا أراد أن يعذّب أحدا ربطه. ثم يرسل عليه الحيّات. وقيل للنّاتىء خلف الأذن : وتدها على التّشبيه الصّوريّ. ويضرب بالوتد المثل (٥) في الذّلّ والصّغار فيقال : «هو أذلّ من وتد» (٦). قال الشاعر : [من الوافر]
وكنت أذلّ من وتد بقاع |
|
يشجّج رأسه بالفهر واج |
__________________
(١) ٧ / النبأ : ٧٨.
(٢) ١٥ / النحل : ١٦.
(٣) البيت ليس في ديوانه.
(٤) ١٠ / الفجر : ٨٩.
(٥) الكلمة ساقطة من ح.
(٦) وتمام المثل : «أذل من وتد بقاع» (المستقصى : ١ / ١٣٦). والمعنى : لا يمتنع على من وجأه بفهر أو دفعه بصخر. والبيت بعده مذكور فيه ، والبيت لعبد الرحمن بن حسان بن ثابت.