فصل الواو والزاي
و ز ر :
قوله تعالى : (كَلَّا لا وَزَرَ)(١) الوزر : الملجأ. قال الشاعر (٢) : [من الطويل]
تعزّ فلا شيء على الأرض باقيا |
|
ولا وزر ممّا قضى الله واقيا |
فالوزر : ما لجأت إليه من جبل وحصن ونحوهما. والوزر : الذّنب ؛ سمي بذلك تشبيها بالجبل في ثقله لأنّه يثقل صاحبه. قوله تعالى : (وَوَضَعْنا عَنْكَ وِزْرَكَ)(٣) كقوله : (لِيَغْفِرَ لَكَ اللهُ ما تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَما تَأَخَّرَ)(٤). وقيل : معناه لم يجعل لك وزرا أصلا. قوله تعالى : (لِيَحْمِلُوا أَوْزارَهُمْ كامِلَةً يَوْمَ الْقِيامَةِ وَمِنْ أَوْزارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ)(٥) كقوله : (وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وَأَثْقالاً مَعَ أَثْقالِهِمْ)(٦). قال بعضهم : وحمل وزر الغير في الحقيقة هو على نحو ما أشار إليه عليه الصلاة والسّلام بقوله : «ومن سنّ سنّة سيّئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها» (٧) وإلا فنفس وزر الغير غير آخر. وهذا يوضّح عدم المباينة بين هذه الأمّة ونحوها وبين قوله : (وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرى)(٨) ونحوه. والهاء في قوله : (وازِرَةٌ) قيل : لتأنيث النّفس ، والتقدير : نفس وازرة. وقيل : للمبالغة كراوية ، والمعنى : لا تؤخذ نفس وازرة بذنب أخرى.
وأصل الوزر : الحمل ؛ يقال : وزر يزر ، أي حمل دينا أو شيئا ثقيلا. ومنه : (أَلا ساءَ
__________________
(١) ١١ / القيامة : ٧٥.
(٢) من شواهد النحو التي لم يعرف قائلها. ذكره ابن عقيل في شرحه : ١ / ٢٦٩ ، والسيوطي في شرح شواهد المغني : ٢ / ٦١٢.
(٣) ٢ / الشرح : ٩٤.
(٤) ٢ / الفتح : ٤٨.
(٥) ٢٥ / النحل : ١٦.
(٦) ١٣ / العنكبوت : ٢٩.
(٧) ذكره الراغب كاملا ، المفردات : ٥٢١.
(٨) ١٦٤ / الأنعام : ٦.