الشيء ماله طرفان متساويا القدر. ويقال ذلك في الكميّة المتّصلة كالجسم الواحد نحو : وسطه صلب. ووسطه ـ بالسكون ـ يقال في الكمية المنفصلة كشيء يفصل بين جسمين ، نحو : وسط القوم كذا. قوله : (حافِظُوا عَلَى الصَّلَواتِ وَالصَّلاةِ الْوُسْطى)(١) قيل : هي كلّ صلاة من الصلوات المكتوبة. وقيل : الجمعة. وقيل غير ذلك. ووصلها بعضهم إلى سبعة عشر قولا في تصنيف مفرد. وقد صحّ في الصّبح وفي العصر حديثان ؛ قال بعضهم : أخفى الله الصلاة ليجتهد الناس ، كإخفائه ليلة القدر وساعة الجمعة ونحو ذلك. وقد بينّا ذلك كلّه في «القول الوجيز».
و س ع :
قوله تعالى : (وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)(٢) أي واسع علمه وقدرته ورحمته. وقد صرّح بذلك في قوله : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(٣)(وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْماً)(٤) لأنّ علما تمييز منقول من الفاعلية ؛ إذ الأصل وسع علمه كلّ شيء. وقيل : معناه : وسع رزقه جميع خلقه. وقال ابن الأنباريّ : الواسع الذي يسع بما يسأل. وقيل : معناه المحيط بكلّ شيء. وقيل : هو الجواد.
والسّعة : ضدّ الضّيق. وقوله تعالى : (وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ)(٥) أي زيادة وكثرة ؛ فإنّ حقيقة السّعة في الأجرام الممتدّة. وقوله : (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ)(٦). قال الهرويّ : أي اتّسع لهما. وقيل : وسع ملكه ، فعبّر عن الملك بالكرسيّ على ما يتعارفه أهل الدنيا. والسّعة تكون في الأمكنة وهو الأصل لقوله تعالى : (يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي واسِعَةٌ)(٧). وفي الفعل لقوله تعالى : (وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ)(٨). وفي
__________________
(١) رواه أحمد بن حنبل : ٥ ، ٨.
(٢) ١٤٧ / البقرة : ٢ ، وغيرها.
(٣) ١٥٦ / الأعراف : ٧.
(٤) ٩٨ / طه : ٢٠.
(٥) ٢٤٧ / البقرة : ٢.
(٦) ٢٥٥ / البقرة : ٢.
(٧) ٥٦ / العنكبوت : ٢٩.
(٨) ١٥٦ / الأعراف : ٧.