فصل الواو والصاد
و ص ب :
قوله تعالى : (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً)(١) أي ثابتا دائما. والواصب : الثابت الدائم اللازم. ومنه قيل للعليل : وصب ، أي ملازمه السّقم وثابت به. يقال : واصب على الأمر ، وواظب عليه ، ووالب عليه ، وداوم عليه ، كلّه بمعنى. وقد وصب يوصب ، فهو واصب ، أي لازمه الوجع. وقوله تعالى : (وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ)(٢) يجوز فيه الأمران ؛ أي عذاب دائم متصل أو موجع. (ويجوز أن) (٣) يراد كلاهما.
وقيل : الوصب : السّقم اللازم. وقد وصب فلان فهو وصب. وأوصبه كذا ، وهو يتوصّب ، أي يتوجّع. وفي حديث فارعة بنت أبي الصّلت أنها قالت لأخيها أميّة : «هل تجد شيئا؟ قال : لا ، إلا توصيبا» (٤) أي فتورا. ويقال : أصابه توصيب وتوصيم ، كقولهم : دائم ودائب ، ولازم ولازب. وقال بعضهم في قوله تعالى : (وَلَهُ الدِّينُ واصِباً) أي حقّ الإنسان أن يطيع دائما في جميع الأحوال ، كما وصف به الملائكة حيث قال : (لا يَعْصُونَ اللهَ ما أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ)(٥). وقال في قوله : (وَلَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ) توعّد لمن اتّخذ إلهين ، وتنبيه أنّ جزاء من فعل ذلك لازم شديد.
و ص د :
قوله تعالى : (وَكَلْبُهُمْ باسِطٌ ذِراعَيْهِ بِالْوَصِيدِ)(٦). قيل : الوصيد : الباب. وقيل : فناء الكهف عند عتبته. وقيل : الوصيد في الأصل : حجرة تجعل للمال في الجبل. وقوله تعالى : (عَلَيْهِمْ نارٌ مُؤْصَدَةٌ)(٧) قرىء بالواو وبالهمزة ، أي مطبّقة. وهما لغتان. يقال :
__________________
(١) ٥٢ / النحل : ١٦.
(٢) ٩ / الصافات : ٣٧.
(٣) ما بين قوسين ساقط من ح.
(٤) النهاية : ٥ / ١٩٠ ، ويروى بالميم «توصيما». ويقول الهروي : التوصيب والتوصيم واحد.
(٥) ٦ / التحريم : ٦٦.
(٦) ١٨ / الكهف : ١٨.
(٧) ٢٠ / البلد : ٩٠.