و ض ن :
قوله تعالى : (عَلى سُرُرٍ مَوْضُونَةٍ)(١) أي منسوجة محكمة النّسج. وهو مستعار من قولهم : وضن الدرع. أي أحكم نسجها. والوضين : حزام الرّحل. ومنه قول الشاعر (٢) : [من الوافر]
تقول وقد درأت لها وضيني : |
|
أهذا دأبه أبدا وديني؟ |
قال الأزهريّ : موضونة ، أي مرمولة ، بمعنى منسوجة نسج الدرع. وقال مجاهد : منسوجة بالذهب ، وكلّ شيء وضعت بعضه فوق بعض فهو موضون. ومنه قيل للدّروع موضونة أي تداخل حلق بعضها في بعض. وفي حديث عبد الله بن عمر ما أنشد (٣) : [من الرجز]
إليك تعدو قلقا وضينها |
|
مخالفا دين النّصارى دينها |
الوضين : وهو الحزام كما تقدّم. ويجمع الوضين على وضن نحو رغيف ورغف.
فصل الواو والطاء
و ط أ :
قوله تعالى : (لِيُواطِؤُا عِدَّةَ ما حَرَّمَ اللهُ)(٤) أي ليوافقوا عدة الشهور. والمواطأة : الموافقة والمماثلة من وطىء الرجل برجله موطىء صاحبه. فجعل ذلك كناية عن الموافقة والمواتاة. ومنه قوله تعالى : (هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً)(٥) أي موافقة يوافق القلب فيها اللسان ، لأنّ اللّيل محلّ الخلوة والجلوة. وقيل : لأنّ اللسان يواطىء فيها العمل ، والسمع يواطىء فيها القلب. وقرىء في المتواتر : «وطاء» ، قيل : معناه أبلغ في القيام وأوطأ للقيام. وقيل : أبلغ
__________________
(١) ١٥ / الواقعة : ٥٦.
(٢) البيت للمثقب العبدي كما في اللسان ـ مادة وضن ، وفيه : تقول إذا.
(٣) ذكر ابن الأثير الشطر الأول ، بينما ذكر ابن منظور الاثنين مع ثالث ـ مادة وضن.
(٤) ٣٧ / التوبة : ٩.
(٥) ٦ / المزمل : ٧٣.