شقّ الأديم والثوب ونحوهما ، ومن ذلك قولهم : وهت عزالي السماء بمائها (١) ، وذلك على الاستعارة.
فصل الواو والياء
و ي ل :
قوله تعالى : (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ)(٢). الويل : القبوح والتّعس. قال الأصمعيّ : ويل قبوح. وقد تستعمل على التحسّر وويس استصغار ، وويح ترحّم. وقال بعضهم : ويل : واد في جهنّم. قال الراغب (٣) : ومن قال : ويل واد في جهنّم فإنه لم يرد أنّ ويلا في اللغة موضوع لهذا وإنّما أراد من قال الله ذلك فيه فقد استحقّ مقرا من النار وثبت له ذلك. وقال ابن كيسان : قال ثعلب : قال المازنيّ : قال الأصمعيّ : الويل قبوح ، والويح ترحّم. وويس تصغيرها ، أي هي دونها. وقال الهرويّ في قوله عليه الصلاة والسّلام لعمار : «ويح ابن سميّة تقتله الفئة الباغية» (٤) توجّع له. وويح : كلمة تقال لمن وقع في هلكة لا يستحقّها فيترحّم عليه ويرقّ له. وويل تقال لمن يستحقّها ولا يترحّم عليه. وقال سيبويه : ويح كلمة زجر لمن أشرف على الهلكة ، وويل لمن وقع في الهلكة. وقال ابن عرفة : الويل : الحزن والمكروه. وأنشد (٥) : [من الوافر]
تويّل إن مددت يدي وكانت |
|
يميني لا تعلّل بالقليل |
تويّل ، أي دعا بالويل. وإنّما يفعل ذلك عند شدّة الحزن. وعن ابن عباس : الويل : المشقّة من العذاب. والويلة تأنيث الويل ؛ يقال : ويل وويلة. قال تعالى : (يا وَيْلَتَنا)(٦)
__________________
(١) يقال للسحاب إذا تبعّق بالمطر تبعقا أو انبثق انبثاقا شديدا : قد وهت عزاليه. وإذا استرخى رباط الشيء يقال : وهى.
(٢) ١ / المطففين : ٨٣.
(٣) المفردات : ٥٣٥.
(٤) النهاية : ٥ / ٢٣٥.
(٥) اللسان ـ مادة ويل.
(٦) ٤٩ / الكهف : ١٨.