فصل الياء والسين
ي س :
قوله تعالى : (يس وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ)(١) هذان حرف تهجّ ، القول فيهما كالقول في سائر الحروف المقطّعة نحو «ألم» و «كهيعص». وفيها أقوال كثيرة جدا حررتها في «التفسير الكبير» و «الدرّ المصون». وقيل : معناه يا رجل. وقيل : يا إنسان. والأول أصحّ.
ي س ر :
قوله تعالى : (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)(٢) اليسر : السهولة ضدّ العسر. ومنه قوله تعالى : (فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ)(٣)(فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ)(٤) أي ما سهل. وقوله : (وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ)(٥) أي سهّلناه. ولو لا ذلك لم يطق أحد أن يحفظه في صدره. ولذلك كانت كتب الأولين لا تحفظ في الصدور ؛ فإنّ كلام الله تعالى أعظم من ذلك لو لا تيسير ذلك.
وأيسرت المرأة وتيسّرت : ولدت بسهولة. قوله تعالى : (فَإِنَّما يَسَّرْناهُ بِلِسانِكَ)(٦) فإنّما سهّلناه بلغتك. قوله تعالى : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرى)(٧) لمشاكلة قوله تعالى : (فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرى)(٨). وقيل : على التهكّم نحو : (فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ)(٩).
قوله : (فَقُلْ لَهُمْ قَوْلاً مَيْسُوراً)(١٠) واليسير يقال في الشيء القليل. قوله : (وَكانَ ذلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيراً)(١١) خطابا لهم على ما يتعارفونه من عسر الأمور وسهولتها. واليسير
__________________
(١) ١ و ٢ / يس : ٣٦.
(٢) ٦ / الشرح : ٩٤.
(٣) ١٩٦ / البقرة : ٢.
(٤) ٢٠ / المزمل : ٧٣.
(٥) ١٧ / القمر : ٥٤.
(٦) ٩٧ / مريم : ١٩.
(٧) ١٠ / الليل : ٩٢.
(٨) ٧ / الليل : ٩٢.
(٩) ٢١ / آل عمران : ٣.
(١٠) ٢٨ / الإسراء : ١٧.
(١١) ٣٠ / النساء : ٤.