لقيل : إيناعه. وقرىء : «وينعه» (١) قيل : هو جمع يانع. قلت : وكأنّه جعله مثل خادم وخدم. وفي الحروف قراءات حررتها في غير هذا.
والينعة : الخرزة الحمراء.
فصل الياء والواو
ي و م :
قوله تعالى : (وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ)(٢) أي بنقماته وشدائده. والأيام يعبّر بها عن الشدائد والوقائع. ومنه أيام العرب كيوم الكلاب ونحوه. وقال بعضهم : إضافة الأيام إلى الله للتشريف لها لما أفاض عليهم من نعمه فيها. وقال عبد الملك بن مروان للحجاجّ الخبيث وقد أرسله : «سر إلى العراق غرار النوم طويل اليوم» (٣) أي اجتهد في المسير دائبا ليلك ونهارك.
واليوم عبارة عن مدة الزمان من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ، والنهار مثله ، وقيل : بل هو من طلوع الشمس إلى غروبها. وقد جعل الراغب (٤) اليوم عبارة عن وقت الشمس إلى غروبها. وإنّه اشتبه عليه ذلك القول المنقول في النهار. وقد يعبّر باليوم عن مطلق الزمان قلّ أو كثر من ليل أو نهار. قال تعالى : (إِلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَساقُ)(٥) وهو عبارة عن وقت الاحتضار.
__________________
(١) ذكرها الفراء وأضاف : (ويانعه) وقال : فأما قوله : «وينعه» فمثل نضجه ، «ويانعه» مثل ناضجه (معاني القرآن : ١ / ٣٤٨). والأولى قراءة ابن محيصن وابن أبي إسحاق ، والثانية قراءة محمد بن السميفع.
(٢) ٥ / إبراهيم : ١٤.
(٣) النهاية : ٥ / ٣٠٣.
(٤) المفردات : ٥٥٣.
(٥) ٣٠ / القيامة : ٧٥. المساق : سوق العباد للجزاء.