وأما المفتوحة فتكون لام ابتداء نحو قوله تعالى : (وَلَدارُ الْآخِرَةِ خَيْرٌ)(١). وتدخل في خبر إنّ ومعمولها واسمها بشروط مذكورة في كتب النحو ، وتكون جواب قسم نحو قوله تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ)(٢) وموطّئة للقسم نحو قوله تعالى : (وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ ما آمُرُهُ)(٣). وفارقة بين إن المخففة وإن النافية نحو قوله تعالى : (وَإِنْ كانَتْ لَكَبِيرَةً)(٤). ومعلّقة لأفعال القلوب كقوله تعالى : (وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَراهُ)(٥) في أحد القولين ، ومنه قول الشاعر (٦) : [من الكامل]
ولقد علمت لتأتينّ منيّتي |
|
إن المنايا لا تطيش سهامها |
وأما اللام الساكنة فهي حرف تعريف توصّل إلى الابتداء بهمزة وصل عند سيبويه ، وهي عهدية وجنسية وزائدة لازمة ، وللمح ما نقل مصحوبها عنه في الأعلام. وهذه تنبيهات لك على الأصول. وأما شواهدها وأدلتها والاعتراض عليها والانفصال عنها فأوسعنا العبارة في ذلك كلّه في تأليف غير هذا ولله الحمد.
فصل اللام والهمزة
ل ؤ ل ؤ :
قوله تعالى : (يُحَلَّوْنَ فِيها مِنْ أَساوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً)(٧) اختلف المفسرون فيه ؛ فقال بعضهم : هو كبار الجوهر ، وقال آخرون : بل صغاره.
واشتقاقه من تلألؤ الضوء ، لأنّ ضوءه يتلألأ. قيل : بل اشتقّ التلألؤ منه ، يقال : تلألأ
__________________
(١) ١٠٩ / يوسف : ١٢.
(٢) ٩٢ / الحجر : ١٥.
(٣) ٣٢ / يوسف : ١٢.
(٤) ١٤٣ / البقرة : ٢.
(٥) ١٠٢ / البقرة : ٢.
(٦) البيت للبيد ، ورواية سيبويه كالأصل (الكتاب : ٣ / ١١٠). وهو في الديوان :
صادفن منها غرّة فأصبنها
(٧) ٢٣ / الحج : ٢٢ ، وغيرها.